الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إمساك مستمر رغم تناولي للملينات.. هل السبب نفسي؟

السؤال

السلام عليكم
الحمد لله الذي أكرمنا بهذا الموقع الرائع.

مشكلتي: هي إمساك مستمر منذ حوالي ١٥ سنة مع بواسير وناسور وشرخ، والمشكلة هي عدم الاستجابة للملينات مثل: بيرجاتون ٢٠ مجم،
وفي بداية المرض منذ ١٠ أعوام، كانت هناك استجابة جيدة لدواء بيكولاكس، ثم توقفت عنه، ومنذ عامين تناولته مرة أخرى، فلم تكن هناك استجابة، ورجحت بعض الطبيبات أنه سبب نفسي.

علماً بأني مصابة بالقولون العصبي وانتفاخ وأنيميا ونسبة الهيموجلوبين ٨، وبسبب الإمساك لا أتناول علاج الأنيميا "حديد".

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد-

نعرف الإمساك بأنه الحالة التي يكون فيها:

- عدد مرات التغوط أقل من 3 مرات أسبوعيًا خلال فترة 12 أسبوعًا.

- أو إذا تطلب التغوط، فإنه يتطلب جهدًا لإكماله.

- أو إذا كان التغوط ناقصًا، وعدم الارتياح الكامل بعد التغوط وعدم الإحساس بالإفراغ الكامل.

- إذا كان البراز قاسيًا وصلبًا.

- أو إذا احتاج المريض الاستعانة بالإصبع من أجل التغوط، أو دفق الماء ليتم البدء بالتغوط.

تعتبر حالة الإمساك عرضًا للعديد من الأمراض في الجهاز الهضمي، والسبب الأهم هو السبب الوظيفي ( عدم وجود أي مرض عضوي كمسبب للإمساك)، ويحدث للأسباب التالية:

1 - إما نتيجة عادات غذائية كنقص كمية الألياف في الغذاء (والمتوفرة في الخضر والفواكه والخبز المصنع من القمح الكامل).

2 - أو نقص في الحركة والرياضة حيث يساعد ذلك على تسريع وانتظام حركة الأمعاء.

3 - أو نقص في شرب الماء.

4 - بسبب بعض الأدوية كالمسكنات والمهدئات، ومضادات التقلص والتشنج، والمدرات البولية، وأدوية الضغط.

5 - استخدام الملينات بشكل دائم، والتي تسبب بعد طول فترة استخدامها لتأذي الأعصاب المحركة للأمعاء والقولون وتزيد شدة الإمساك.

6 - التقدم بالسن من الأسباب الشائعة للإمساك، وتقدم العمر يترافق مع تراجع في انتظام حركة الأمعاء لتراجع في عمل الأعصاب المحركة للأمعاء والقولون.

7 - وهناك الأسباب النفسية كذلك.

أسباب الإمساك العضوي:

1- داء هيرشبرنغ، أو تضخم القولون الخلقي الذي يتمثل بالإمساك الناجم عن ضرر في أعصاب الجهاز الهضمي.

2 - ومرض التليف الكيسي ، وهو مرض وراثي يتمثل بإصابة غدد الإفرازات وبالإمساك.

3- أمراض الاستقلاب السكري، قصور الغدة الدرقية أو قصور الغدة النخامية، ارتفاع مقدار الكالسيوم، أو البوتاسيوم في الجسم، فائض، نقص الصوديوم في الجسم، أمراض الكليتين، وأورام تفرز الهرمونات.

4- أمراض الجهاز العصبي المركزي والمحيطي- باركنسون السكتة الدماغية (Stroke)، )، أورام في الدماغ، إصابة أو تضرر في الدماغ أو في العمود الفقري.

5- أمراض الأمعاء الغليظة- أورام، التهاب المستقيم، انفتال الأمعاء، داء الرتوج، والشق الشرجي.

أسباب الإمساك الناجمة عن ضعف أو اضطراب في حركة وأعصاب الأمعاء والقولون:

1- هبوط في الأداء الحركي للأمعاء الغليظة، يتمثل في انخفاض وتيرة إخراج الفضلات، في معظم الحالات تكون هناك إصابة في أعصاب الحوض، أو في الجهاز العصبي للقولون نفسه، وفي حالات نادرة تكون هنالك إصابة في عضلة القولون نفسه.

2- اضطراب في تفريغ القولون، هذه المجموعة تشمل صعوبات في التغوط وشعورًا بالتغوط غير الكامل، في حالات مثل: التشنج في عضلات فتحة الشرج، وقاع الحوض خلال عملية التغوط، بدلا من الارتخاء، هبوط عضلات قاع الحوض، والهبوط الشرجي وغيرها.

إن للإمساك كعرض مرضي أسباب كثيرة، ويتصدر هذه الأسباب ما ندعوه وبشكل شائع ( القولون العصبي)، وهناك أسباب دوائية، وأقصد بذلك الإمساك كتأثير جانبي لبعض الدوية كالأدوية العصبية، والمسكنات والمهدئات ومضادات الاكتئاب، وبعض خافضات التوتر الشرياني كحاصرات الكلس والمدرات،
وأسباب أخرى لها علاقة بالقولون والأمعاء كالرتوج والبوليبات, أو بعض الأمراض الغدية كالدرق, أو السكري، وليس هناك رابط بين ما تعانينه أختي الفاضلة وبينها.

أما الإمساك الوظيفي ( القولون العصبي )، فهو يحدث عادة إما لقلة الأغذية الغنية بالألياف كالخضراوات، والفواكه، وكثرة تناول الأغذية المحفوظة، والخبز الخالي من الألياف، ومستحضرات سكرية، وشوكولا ..أو ولقلة السوائل المتناولة، كما أن نقص الفاعلية الفيزيائية الجسدية والرياضة قد تكون عاملاً مساعدًا لبطء الحركات الدودية للأمعاء وتكريسًا لإمساك أصبح كعنوان مرضي للأشخاص الذي تتحكم أعمالهم ومشاغلهم العديدة بنظامهم الغذائي وتوازنه، وقلة الفاعلية الرياضية لديهم.

وتبقى الإصابة بالبواسير أو الشقوق الشرجية الاحتمالات الواردة جدا في سير الإصابة المزمنة بالإمساك.

وأنصح عموما بالتدابير التالية لحالتك -أختي الفاضلة- لمعالجة الإمساك ولمنع نكس البواسير لديك:

1 -اتباع نظام غذائي متوارن يرتكز على تعدد الوجبات، وعدم إلغاء وجبة الفطور, الإكثار من السلطات والخضراوات والفواكه، وشرب الماء، وخاصة صباحًا, وبكمية جيدة واعتماد الخبز المثالي، أو الأسمر الغني بالألياف، وممارسة رياضة يومية -حتى لو كانت منزلية- والابتعاد عن الوجبات السريعة والمشروبات السكرية، أو الأغذية المحفوظة.

2- يمكن البدء بالعلاج المساعد للقولون ريثما يسير اتباع نصائح البند الأول باستخدام دواء الـ duphalac وهو شراب ملعقتين إلى ثلاث يوميًا لفترة أسبوعين.

3- الابتعاد حكمًا عن الملينات القسرية كالـ Biolax الذي تستخدميه، أو النباتية كالسلاماكي، أو العشرق؛ لأنها ستؤدي لاحقًا إلى كسل قولوني عصبي.

4 -إجراء فحص طبي للبواسير التي تعاني منها لتحديد درجتها؛ لأنه في حال كانت من الدرجة الخفيفة، أو فالأدوية كالـEXTRA PROCT ,,, PROCTOGLYVENOL.

5 - معالجة فقر الدم؛ لأن فقر الدم يزيد من كسل القولون.

مع معالجة الإمساك سنحقق الشفاء بإذن الله، وليس في حالتك ما يدعو للجراحة طالما تحقق التحسن سريعًا على العلاج الذي تناولته.

ومع تمنياتي بالشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان مريض قولون عصبي

    أنا أعاني من القولون العصبي، وكنت لا أدخل إلى الحمّام لقضاء الحاجة إلى مرة واحدة تقريباً في الأسبوع، الآن-ولله الحمد- أصبحت أدخل بصفة يومية لتفريغ المثانة.. وإليك وصفة علاجي الكاملة:

    - عسل نحل أصلي (مع وضع خط على كلمة أصلــي).. يوضع عدد 3 ملاعق على كوب ماء ثم يتم شربها صباحاً على الريق.

    -الحبة السوداء.(الكمّون).. يتم أخذ كمية قليلة من الحبة السوداء، وطحنها بالأسنان ثم ابتلاعها وشرب العسل معها.

    أتمنى أن تدعوا لي بالشفاء العاجل.. فأنا بحاجة كبيرة إليه.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً