الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي مبلغ من المال يكفي للزواج، هل أتزوج أم أفتح به مشروعا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معي مبلغ من المال يكفي لزواجي، وأود الزواج لكي أحصن نفسي من فتنة النساء، خاصة وأنا في مجتمع مليء بالكاسيات العاريات، لكنني في الوقت ذاته أريد أن أقوم بعمل مشروع لكي يثمر ويجني علي أرباحا، وإن فعلت ذلك سوف أتأخر عن الزواج الذي أوده وأتمناه، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

- بارك الله فيك، وأهلا وسهلا ومرحبا بك، وأسأل الله أن يرزقك الزوجة الصالحة والنجاح في حياتك عامة، وسعادة الدنيا والآخرة.

- الذي أنصحك به هو تقديم أمر الزواج على فتح المشروع؛ لما ذكرت من توفر المال اللازم للنكاح (الباءة)، وكونك شابا وفي بيئة يكثر فيها التبرج والسفور، ولا شك أن تحصيل العفة وغض البصر وإحصان الفرج أمور مطلوبة، بل واجبة سدا لذريعة الوقوع في فتنة النساء (ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء)، وهو مقصد واجب لا يتحصل إلا بوسيلة الزواج؛ وقد تقرر في قواعد الفقه أن (الوسائل لها أحكام المقاصد)، فيكون الزواج في حقك واجبا وعلى الفور، ما دام أن الاستطاعة متوفرة -والحمدلله-، كما أن الزواج يسهم في تحسين النفسية والمزاج، ويحمل الشاب على استشعار روح المسؤولية، وبالتالي الكد والجد في العمل والبركة في الرزق.

وأما فتح المشروع بالمال الموجود فإنه سيؤخر عليك الزواج؛ مما يعرضك للفتنة، بل ربما فشل المشروع -كما يحصل للكثيرين حيث ونجاح التجارة أمر غير مضمون، وفيه نوع مخاطرة غير مضمونة-.

- استعن بالله وتوكل عليه، ولازم الطاعة لله تعالى وتقواه في المحافظة على العبادات والأذكار والصحبة الصالحة، والبعد عن أسباب الفتن والشهوات والشرور كلها، وثق بأن الله تعالى سيفتح عليك أبواب الرزق الحلال الطيب بحسن النية، وبذل الجهد والجد والمثابرة (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه).

- ومن المهم هنا الحرص على اختيار الزوجة الصالحة حسنة الدين والخلق والأمانة والعفة والجمال المطلوب لديك، والعاقلة التي تسهم في دفعك إلى تحصيل مصالح دينك ودنياك وآخرتك (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم)، وصح في الحديث: (ثلاثة حق على الله عونهم.. -وذكر منهم- الناكح يريد العفاف).

هذا وأسال الله لنا ولك الثبات على الدين والهداية إلى صراطه المستقيم، والتوفيق والسداد، والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً