السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو التكرم من الدكتور محمد عبد العليم بالرد على رسالتي، وله جزيل الشكر، كما أشكركم على الدعم الذي تقدمونه لأبناء الوطن العربي جزاكم الله خيرا.
أنا أعاني من الاكتئاب المزمن والشديد، وأيضا الاكتئاب المبتسم، عمري 45 عاما، وأصبت بالاكتئاب منذ أن كان عمري 13 عاما، والسبب الرئيسي كان بسبب حالات وفاة متكررة لأصدقاء لي بنفس عمري حينذاك في المدرسة، وأقرباء، كما أن حالة وفاة حصلت لصديق العائلة عندما كنت في عمر 19 عاما بسبب سقوط الطائرة التي كان على متنها -رحمه الله-، وهذه الحادثة جعلتني أتجنب الطيران، وخسرت وظيفتي لرفضي السفر، وفي الوظيفة الجديدة لا أستطيع الترقي لعدم قبولي السفر للعمل.
أصبحت لا أفكر في الحياة إنما أنا أحيا لأفكر في الموت، والقبر، والحساب ويوم القيامة، بل وكنت أرفض الإنجاب لكي لا أنجب أولادي وأقدمهم للموت في يوم ما.
طلبت العلاج في عمر 34 عاما، وقد شخص الطبيب حالتي بالاكتئاب المزمن، ووصف لي افكسور 75 مغ يوميا، وقد ساعد في معالجة بعض الأعراض وخاصة الفوبيا الاجتماعية، ونوبات الهلع، ولكن لم يعالج الخوف أو رهاب الموت، ولا الشعور بالذنب الشديد، ولم يعالج فقدان اللذة في الحياة، ولا فوبيا الطيران والمرتفعات، وللعلم لم أكن منتظما في أخذ الافكسور من ناحية التوقيت ونسيان الجرعات، ولم أرغب في زيارة الطبيب دوما، حيث أن العلاج النفسي في بلدي مكلف جدا، خاصة العلاج السلوكي المعرفي والذي نصحني فيه الطبيب، وقد أخذت جلسة واحدة فقط وكانت مبدئية، ولم أعد للجلسات بسبب الكلفة العالية.
بعد 6 سنوات من العلاج حصلت انتكاسة عند بلوغي 45 عاما، حيث رجعت نوبات الهلع والشعور الفظيع بالذنب والحزن على الماضي، وأيامي التي أضعتها في عز شبابي بالمرض، شعور بالذنب مع فقدان لذة الحياة، أحزن على كل شيء فات، لا أستطيع رؤية أي شيء قديم من الزمن الماضي فأحزن جدا، حتى صوري القديمة أحزن إذا رأيتها، وكلما حاولت الابتسامة والفرح لحدث ما يقول لي عقلي لا تفرح فأنت ستموت في يوم ما، فما الفائدة؟ فأتكدر وأحزن وأفقد لذة الفرحة.
كما أنه حصل لي شيء غريب، ألا وهو الخوف من قراءة القرآن، والخوف من الحديث في أمور الدين، مع أنني للعلم شخص مؤمن جدا بالله، ومواظب على صلاتي وقراءتي للقرآن منذ فترة طويلة، بل وعندي إيمان عميق بالدين، وبار بوالدي بفضل الله، ولكن هذا الشعور بدأ لدي منذ فترة 4 شهور تقريبا.
توقفت عن أخذ الدواء تدريجيا لتفادي أعراض الانسحاب، وبدون استشارة الطبيب، حيث أنني لم أستطيع زيارته بسبب الحجر والحظر العام في بلدي بسبب جائحة كورونا وطبعا الكلفة العالية.
اليوم أنا أتألم بأنني وصلت للـ 45 من عمري، لا أصدق بأنني ضيعت شبابي بدون علاج، أشعر بقسوة الذنب على حالي التي تركتها بدون علاج لجهلي بموضوع الاكتئاب، فهل يوجد علاج لحالتي؟ أريد أن أعيش بقية حياتي أفكر في الحياة وليس الموت.
أرجو التكرم بالرد على حالتي، مع جزيل الشكر والتقدير لكم.