الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدوث المشاكل مع خطيبتي ثم فسخ الخطبة..هل هي دليل سحر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
كنت مرتبطاً ببنت لمدة سنتين، وكنا نحب بعضاً جداً، وأخذت قراراً أن أتقدم لها، وقبل التقدم بشهر حصلت لي حالة من المرض الشديد، وحالة نفسية صعبة، ومع ذلك اضطررت أن أتقدم لها، وبعد الخطبة بشهر خطيبتي تغيرت معي في المعاملة جداً، إلى أن تركنا بعضاً، لكني دائماً أفكر فيها، والغريب أن أي بنت أقرب منها تعمل معي نفس الطريقة، رغم أنه قبل خطبتي أي بنت تتكلم معي كانت تحبني بسرعة جداً، وتتعلق بي، والآن العكس!

أريد أن أعرف السبب، وهل أنا مسحور فعلاً؟ أنا أحلم أحلاماً جنسيةً كثيراً، وأحس بإثارة مستمرة، والشهوة عندي شديدة!

حياتي واقفةٌ تماماً!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يُعينك على طاعة رب العباد، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُقدّر لك الخير ثم يرضيك به.

ننصحك بداية بأن تبدأ علاقتك هذه العاطفية وُفق الضوابط الشرعية، فليس من الصواب أن تظلّ العلاقة مستمرة لسنتين، ثم بعد ذلك تحاول وتفكّر في التقدُّم لها، بل ينبغي أن تكون أولى الخطوات هي الخطوة الأخيرة التي جعلتها؛ فالإنسان الشاب إذا وجد في نفسه ميلاً إلى فتاة، فإن أول ما يقوم به هو أن يطرق باب أهلها، فإن وجد قبولاً وحصل الارتياح بينه وبينها والانشراح والميل المشترك؛ عند ذلك يمضي إلى الأمام لتكون الخطبة، ولا ننصح بطولها، بل ننصح بعد ذلك إلى تحويلها إلى عقد زواج. هذا هو الطريق الصحيح.

أمَّا الذي يريد أن يُكوّن علاقات مع الفتيات، ثم بعد سنوات يريد أن يتقدّم ويفكّر في أن يتقدّم، هذا أمرٌ ليس بصحيح، وهو سببٌ لكثير من عدم التوفيق في حياة الشباب، وسبب لكثير من القلق والاضطراب، والحالات النفسية التي تمر على الشباب والفتيات؛ وذلك لأن الإنسان قد يصطدم ببعض الأشياء، فقد يرفض أهلها، وقد يرفض أهله، وتكون عند ذلك المشاعر قد تعمّقت، ولكنها مشاعر تعمّقت دون أن يكون لها غطاء شرعي، والبدايات الخاطئة لا تُوصل إلى نتائج صحيحة، والتواصل بالطريقة المذكورة معصية، وللمعاصي شؤمها وآثارها، فللمعصية ظلمة، وضيق في الصدر، وبغضة في قلوب الخلق.

فتعوّذ بالله من شر كل ذي شر، وتعوّذ بالله -تبارك وتعالى- من الشيطان الرجيم، واجعل البداية الصحيحة في حياتك بأن تتوب إلى الله توبة نصوحًا من كل ما حصل من تجاوزات، ثم تُقبل على رب الأرض والسماوات، تشغل نفسك بذكره وطاعته وشُكره، ولا مانع من أن تعرض نفسك على راق شرعي؛ فالأمر يحتاج إلى أن تعرض نفسك على راق شرعي، وتحافظ على أذكار المساء والصباح، وأيضًا تقرأ على نفسك آيات الرقية الشرعية، ثم ندعوك إلى التواصل مع الموقع، وتصحيح الطريقة التي تحاول أن تبني بها حياتك الزوجية؛ إذ ليس من المهم أن تُحبّك وتميل إليك جميع الفتيات، لكن الذي يهمُّك أن تميل إليك فتاة واحدة، هي التي ستكون زوجة لك، أمَّا باقي العلاقات فهي شؤمٌ ومخالفةٌ، وهي سببٌ للتعب النفسي، وسببٌ للإشكالات التي تحصل للإنسان في حياته حتى ولو تزوّج، فإن التجاوزات العاطفية قبل الزواج هي خصمٌ على سعادة الأزواج بعد الزواج.

فاحرص على طاعة الله، وتجنّب المعاصي؛ فإن المعصية لها ظلمة – كما قلنا – في النفس، وهي تُبعد عن التوفيق.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، واجعل همَّك أن يُحبّك ربُّ الناس؛ لأن الإنسان إذا جعل همّه أن يُحبُّه الله وأن يشتغل بالطاعات التي تجلب رضوان الله أقبل الله بقلوب الناس عليه.

نسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً