الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الارتعاش في الجسم عند ملامسة الآخرين..هل هو حالة نفسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ فترة من حالة غريبة، ألا وهي الارتعاش في الجسم عند ملامسة الآخرين، خاصة لما أكون في الصلاة بمجرد أن يلامس أحدٌ قدمي أبدأ أرتعش ويخفق قلبي، وأحياناً أشعر بارتفاع درجة الحرارة وأتعرق.

هل هذه الحالة تعد حالة نفسية؟ وهل يمكن علاجها؟

أرجو إفادتي بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل بعض الناس لديهم مثل هذه الظواهر التي تحدثت عنها، ونعتبرها أمرًا نفسيًّا ذا طابع وسواسي، ويظهر أنه ربما تكون قد تعرَّضت لنوع من الخوف أو القلق المفاجئ حين لامست أحد الأشخاص مثلاً فجأة، وظلّت هذه الفكرة متجذّرة في كيانك الوجداني الداخلي، ومن ثم بدأت تأتيك نوبات الارتعاش هذه، والتي هي نوع من القلق؛ لأن لديك أيضًا تسارعاً في ضربات القلب، يظهر أنها نوع من الرهاب الظرفي الذي يأتي من هذه الاحتكاكات التي تحدثت عنها.

من وجهة نظري: يجب أن تتجاهل هذا الأمر تمامًا، وتجري بعض التمارين، مثلاً: قم بالتمارين مع أحد أفراد الأسرة، مثلاً والدك، شقيقك، أو صديقك، وقم بملامسة قدمه، ودعه أيضًا هو يلامس قدمك، وهكذا يتم تبادل هذا التلامس بمعدل ثلاثين إلى أربعين مرة، وتذكّر ما يحدث لك أثناء ذلك، وتُحقّر الفكرة، فعليك أن تُعرِّض نفسك للانتباه وتحقّر في ذات الوقت الفكرة.

سأصف لك دواءً يسيراً يُعرف باسم (بروبرانولول Propranolol) (إندرال Inderal)، هو دواء جيد جدًّا، وينتمي لمجموعة من الأدوية تُسمَّى بكوابح البيتا، وميزة كوابح البيتا أنها تُقلِّل من إفراز الأدرينالين، وهي المادة التي إذا أفرزت فجأة تؤدي إلى الشعور بالرعشة وتسارع في ضربات القلب، وربما التعرُّق والشعور بارتفاع في درجة الحرارة، وإن كان هذا الشعور ليس حقيقيًّا.

أخي: أنت تحتاج للإندرال، بجرعة عشرة ملجم صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم عشرة ملجم صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناوله.

إذًا: هذه هي الوصفة العلاجية لحالتك هذه، ويجب أن تُحقّر الفكرة، وأن تتجاهلها، وأن تقوم بالتطبيقات التي ذكرتها لك، وتتناول (الإندرال) كما وصفناه لك.

أسأل الله أن ينفعك به، ولك خالص الشكر والتقدير على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً