الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا أفعل مع خاطبي الذي قطع اتصاله بي؟

السؤال

خاطبي لم أرد على اتصاله مرتين؛ لأنني كنت مشغولة، وعندما كلمته لم يكلمني منذ أسبوعين، اتصلت به ولا يرد، أرسلت له أخبره أن يقول لي فقط كلمة واحدة، هل هو لم يعد يريد أن نكمل مع بعضنا؟ لكن دون جدوى، لا يرد أبدًا، أنا أحبه كثيرًا، ومتعلقة به، ولا أريد أن أخسره، ماذا عساي أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا في الموقع-، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي هذا الشاب الذي طرق بابكم لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

وأرجو دائماً في العلاقات في مثل هذه الأحوال إذا كان للإنسان ظرف أن يحسن الاعتذار، والإنسان إذا كان مشغولاً فيمكن أن يرسل كلمة طيبة، ويقول: سأتواصل معك لاحقاً، أو نحو ذلك من الرسائل وهي أحياناً موجودة، وهي جاهزة دائماً في هذه الأجهزة؛ لأن مثل هذا الموقف الرجل يفهمه بطريقة مختلفة، ويشعر أنه لا يجد التقدير والاحترام، ومع أن لكل إنسان الحق في أن يرد أو لا يرد -فالإنسان تمر عليه ظروف ولحظات لا يستطيع فيها الرد-، لكن يستطيع أن يعتذر ويقول: سأتصل بك لاحقاً، عندي ظرف سأعود إليك، أي عبارات قصيرة تغني في مثل هذه الأحوال.

ونتمنى أن تستمري في إرسال الرسائل التي فيها الاعتذار وبيان الحال، وسيعود -إن شاء الله- إليك، ولكن أرجو أن تنتبهي لمثل هذا مستقبلاً، فالرجل يفهم مثل هذا كما قلنا كأنه نوع من الإهانة أو التجاهل، أو الإهمال، قطعاً أنت لم تقصدي هذا، لكن هو فهم هذا، وعلى كل حال فترة الخطبة هي الفترة لفهم الشخصية، وهذا يبين لك أنه حساس في بعض الأمور، مثل هذه الأشياء، وهذه من الأمور التي نتعلمها دائماً مع الأيام، والخطبة هي فرصة للتعارف، ونسأل الله أن يعينكم على إكمال هذا المشوار.

شكراً لك على الاهتمام بهذه المسألة، ونسأل الله أيضاً أن يهدي هذا الشاب حتى يلتمس لك العذر؛ لأن هذا أيضاً من المعاني المهمة، "التمس لأخيك سبعين عذراً فإن لم تجد له عذرًا، فقل لعل عنده عذرًا لا أعرفه"، فهذا باب مهم، وأرجو أن يكون في هذا تربية للطرفين.

نسأل الله أن يقدر لكما الخير، ثم يرضيكما به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً