الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتمت مشاعري بعد موت والدتي فأصبت باعتلالات نفسية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

عندى أعراض اكتئاب نفسي شديدة، بسبب كتم مشاعر الحزن والغضب داخلي، وعزلتي وجلوسي وحدي من بعد موت أمي - الله يرحمها - وظهرت علي أعراض، ولا أحد يريد أن يقول لي صراحة أني أعاني من أن أفكاري وأحلامي مسموعة.

الذي يجعلني أعتقد هذا أني لاحظت من أشخاص (صدفة) ومن خلال طريق غير مباشر - إنما تعليقًا - أنهم يعرفون ما يدور داخل عقلي وأفكاري وأحلامي، وبعدها توالت علي نوبات من التوهان الشديد، والعصبية، والخوف من الناس أنهم يتكلمون عني، وهذا يحدث بالفعل، وفقدت الثقة فى كل الناس نهائيًا.

أريد علاج هذا الأمر، فأنا لا أنام، ولا أخرج، ودائمًا مريض، ولله الحمد والشكر، وأكثر شيء تعبت منه موضوع فكري وأحلامي المسموعة.

أرجو الرد سريعًا، وجزاك الله خيرًا، اللهم آمين يا رب العالمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الفاضل: أشكرك أولًا على رسالتك واستشارتك، والتي ذكرت فيها أنك تعاني من بعض مشاعر الحزن والغضب، كما تعاني من بعض الاعتلالات في الأفكار والأحلام، ويبدو - كما ذكرت - أن هذا ارتبط بفترة أو بقرب وفاة والدتك -رحمها الله-.

ظهور هذه الأعراض أنت لم تُحدد وقتها، ولكن ظهورها بعد وفاة الوالدة وبقاؤك وحدك، قد يكون مرتبطًا بموضوع الفقدان، والحالات التي يحدث فيها ما يُسمى بالتأقلم في فترة ما بعد وفاة شخص عزيز أو قريب، خاصة إذا كنت تعيش معها فترة طويلة.

لا شك أن استمرار الأعراض لفترات طويلة وما يُصاحبه من اعتلال في التفكير والتوهان والعصبية - كما ذكرتِ - يدل على أهمية عرض نفسك على طبيب نفسي، وليس من باب أن يتم وصمك بشيء، ولكن من المهم جدًّا تقييم الحالة في الوقت الراهن، للتأكد أن ما ذكرتَه في رسالتك ليس هو من الاضطرابات النفسية المعروفة، وإنما هو فقط مرتبط بموضوع الفقدان، أو مرتبط بوفاة الوالدة وبقائك وحدك لفترة طويلة.

أمَّا إذا كان هناك اضطراب نفسي، فإن عملية التشخيص ليست عملية صعبة، وكذلك العلاج الدوائي والعلاج النفسي أصبح متوفرًا، ولن يكون هناك أي صعوبة في الحصول على المساعدة التي تحقق لك - إن شاء الله - التعافي من مثل هذه الاعتلالات، أو ما ذكرتَ من أنك تحس بأنك مريض وتحتاج إلى علاج.

فلابد من القيام بالخطوة الأولى، وهي عرض نفسك على الطبيب، ومن خلال المناظرة الطبية سيتم عمل بعض الفحوصات والتحاليل العضوية والنفسية والاجتماعية، ومن ثم اختيار الخطة العلاجية المناسبة.

فنصيحتي لك - أخي الكريم - أن تفكّر بعرض نفسك على طبيب في أقرب فرصة ممكنة، ولا تخف من موضوع استخدام أي نوع من العلاجات النفسية، سواء كانت علاجات دوائية أو علاجات نفسية، مثل العلاج النفسي السلوكي وغيره من العلاجات النفسية التي تساعدك على التشافي.

جزاك الله خيرًا، ووفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً