الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رجل يريد أن يدخل في الإسلام ليتزوج بي، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الواقع تعرفت قبل أشهر إلى رجل من الجنسية الكورية، وقد أعجب بي كثيرًا، والآن هو يريد أن يغير دينه إلى الدين الإسلامي لنكون معًا، وأنا بحكم معرفتي به أظن أنه جادًا، وهو رجل أعمال أيضًا، وفي الواقع أحببتُ أنه يريد أن يغير دينه للعيش معي.

الآن أنا خائفة ومترددة، كيف سأخبر عائلتي بالموضوع؟! أنا بعمر ٢٨ عامًا، وكل من يتقدم لخطبتي يذهب دون عودة، وهذا سبب لي المخاوف.

إنه يخطط أن يأتي لبلدي ليراني وأهلي، ويرى طريقة عيشنا، فكيف سأقنع أهلي بالموضوع؟ وماذا أفعل إن رفض والدي ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Iesra حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان ويرزقك الزوج الصالح، ونشكر لك حرصك على دخول الناس في دين الله، وحب الإسلام لهذا الرجل، ولكن مع هذا كلِّه نحن نلفت انتباهك - ابنتنا الكريمة - إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون هذا الرجل صادقًا في ما يزعم ويدعي، فينبغي أن تكوني متيقظةً منتبهةً مُدركةً، أن كثيرًا من الناس له من الأساليب والحيل ما يستطيع أن يُغرّر به على كثيرٍ من الفتيات.

اعلمي أن الله سبحانه وتعالى قد قدّر زواجك قبل أن تخرجي إلى هذه الدنيا، فإن كل شيءٍ بقضاء وقدر، وقد قال النبي (ﷺ): (إِنَّ اللهُ كَتَبَ مَقَادِيرَ ‌الْخَلَائِقِ ‌قَبْلَ ‌أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ).

لا تقلقي أبدًا من هذا الجانب، واعلمي أن ما قد كتبه الله لك سيكون، واعلمي أيضًا - وهذا أهمُّ ممَّا سبق - اعلمي أنه يكفي للوصول إلى ما قدّره الله تعالى أن تسلكي السبل الآمنة، والأسباب المشروعة، فلست بحاجة إلى الوقوع في المخالفات الشرعية لتحافظي على مَن تظنين أنه سيكونُ زوجًا لك في المستقبل، فإذا كان الله قد قدّر أن هذا سيتزوَّج بك؛ فإنه سيكون مع وقوفك عند حدود الله تعالى والتزامك بشرعه.

احذري أولاً من التواصل المباشر مع هذا الرجل، فإن الشيطان قد يفتح لك بابًا إلى الشر، وربما تقعين في الندامة حين لا تنفعك الندامة، والتواصل معه أيضًا مع قيام احتمالات عدم التزوّج به أمرٌ لا يزيدُك في الحقيقة إلَّا أسىً وحُزنًا.

أمَّا التفكير الجاد في هذا الموضوع هو: أن يتوجّه هذا الرجل إلى أهلك فعلًا، ويحاول إتيان البيت من بابه، وإذا كان الله قد قدّر أن هذا الرجل يتزوّجك فإن ذلك سيكون وسيقع، وسيرضى أهلُك به. أمَّا إذا لم يرضوا به فإن الكفاءة بين الرجل وأهل الزوجة أمرٌ مطلوب، والفقهاء أكثرُهم على اعتباره.

ينبغي لك التلطف مع أهلك ووالديك، ومحاولة إقناعهم بالقبول به، مع نصيحتنا لك بأن لا تُصري على ذلك، وألَّا تُهملي رأي والديك ورأي أسرتك، فإنهم أكثر خبرة منك بالحياة وأهلها، وهم مع هذه الخبرة يرحمونك ويحرصون على مصالحك، فلا تُهملي رأيهم مطلقًا، عليك أن تحاولي إقناعهم ومشاورتهم بأسلوب هادئ، وأن تتفهمي ردودهم على ما تطرحين، فربما كان الخير فيما يقولونه.

هذا كلُّه على فرض أن هذا الرجل قد أسلم فعلاً، ودخل في الإسلام وصدق فيما يقول.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان ويرضيك به. وخير ما نوصيك به: تقوى الله، واللجوء إليه، والإكثار من دعائه، واستخارته سبحانه وتعالى فيما أنت مُقدمة عليه، وسيجعل الله تعالى لك من أمرك يُسرًا.

هذا، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً