الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقنع والدي بخطبة فتاة أريدها زوجةً لي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب بكلية الطب (الفرقة النهائية)، وأريد خِطبة فتاة خلوقة، وهي معي في نفس الجامعة، وعندما فاتحت والدي برغبتي، رفض مبررًا ذلك بأن والدها من ذوي التعليم المتوسط، وليس جامعيًا، وقد أصابتني الحيرة الشديدة في أمري، خصوصًا أني لا أرغب بالزواج إلا من هذه الفتاة!

أرجو مساعدتي في إيجاد طريقة لإقناع والدي، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب ، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

أخي العزيز: ينبغي أن تجتهد في إقناع والدك في قبول زواجك من هذه الفتاة، التي وصفتها بصاحبة الخلق، خصوصًا أنك راغب بالزواج منها، ولا تريد غيرها، كما أن سبب الرفض من والدك ليس سائغًا، وننصحك في سبيل إقناعه بأمور:

أولاً: عليك أن تتلطف في إقناع والدك، ولا تغلظ له القول، أو تشدد عليه، حتى لا يتحول الأمر إلى شقاق بينكما.

ثانيًا: انتق الأوقات المناسبة التي يمكن أن تفاتحه فيها بهذا الموضوع، وتشرح له تفاصيل رغبتك في هذه الفتاة، وتذكر له أنها ذات خلق ودين، وهذه وصية نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وأن حُسن أخلاق هذه الفتاة دليل على أخلاق البيت الذي تربت، ونشأت فيه، وأن الشهادة الجامعية ليست معيارًا لأخلاق الإنسان، ولا مكانته الاجتماعية.

ثالثًا: حاول أن تجعل أحد المقربين، أو أصحاب المكانة والقدر أن يشفع لك في الأمر، ويتحدث مع والدك، ويقنعه؛ كإمام المسجد، أو شخص كبير القدر في العائلة.

رابعًا: اجعل محارمك من النساء يزرن منزل هذه الفتاة، ويطلعن على أخلاقها، وتعاملها عن قرب، حتى تذهب بعض المخاوف، وتتحقق الرغبة في مصاهرتهم، وهذا قد يسهم في سعيهم في إقناع والدك، بعد ما عرفوا منهم.

خامسًا: الدعاء والتضرع لله تعالى على كل حال ، مع تكرار الاستخارة، وسؤال الله تعالى أن يختار لك الخير، وييسره لك.

أخيرًا -أخي الفاضل-: لا يحق للوالدين أن يمنعا ولدهما من الزواج ممن يحب ويريد، ما دام أنه لا يوجد مانع شرعي يسوّغ ذلك المنع، فإن وجد هذا المانع، كانت طاعة الوالدين واجبةً، أما إن كان لا مسوغ ولا مانع، فإن مخالفتهما في هذا الأمر لا تعد عقوقًا، مع الحرص والاجتهاد في الإحسان إليهما، والتلطف بالقول والفعل لهما.

نسأل الله أن ييسرك أمرك، وأن يختار لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً