أنا وأمي وأخواتي نتعرض للإهانة من قبل أبي وإخوتي، فكيف نتصرف؟

2015-07-01 02:45:50 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة محتشمة، أتعرض للإهانة من قبل والدي وإخوتي أمام الناس، وتكون الإهانة بالكلام والفعل سواء بيننا أو أمام الضيوف، مثلا هم ينتقدون طريقتي في ارتداء واختيار الملابس، وينهرونني إذا ظهر مني شيء أمام النساء، ولو كان بسيطا مثل العضد أو الساق، رغم أن زوجات إخوتي يرتدين عند زيارتنا ملابس مخجلة، ولا أحد منهم يتكلم.

مرة ارتدت أختي الكبرى عباءة الكتف، وسترتها بحجاب واسع، فنهرها أخي الأصغر، ومنعها من الخروج، ولم يحترمها، رغم أن زوجته ترتدي عباءة مزخرفة، فما هي الطريقة الصحيحة للتعامل معهم؟

أختي المطلقة وابنتها، وأخي وزوجته وأولاده يسكنون معنا في البيت، لذلك نخشى أن ينتقل عدم احترامنا من إخوتي إلى أبنائهم، فنصبح عرضة لقلة الاحترام والإهانة بسبب ما يجري من إخوتي وتصرفهم المتناقض.

أبي يفرق في التعامل بين ابنة أخي وابنة أختي، مثلا عندما تحصل مناسبة كقدوم شخص من سفر، يحضرون إخوتي وزوجاتهم من مدينة أخرى إلى بيتنا بدعوة من أبي، وأختي المتزوجة والتي تسكن قريبة منا لا يتم دعوتها، بحجة أنهم لا يحبون زوجها، علما أننا في المنزل لا نعلم بدعوتهم إلا حين يحضرون!

وصل الأمر بإخوتي أنهم لا يحترمون أمي، ولا يحافظون على أسرار وخصوصيات بيتنا، فكلما علموا بحدث في البيت، أخبروا زوجاتهم، وبالتالي تقوم الزوجات بنشر الأخبار بين الناس، وقد حدث أن طلبت أمي من أخي عدم إخبار زوجته بخصوصياتنا، حتى لا تنتشر أخبارنا، فذهب إلى أبي يشتكي من أمي، وجاء أبي لينهرها ويتهمها أنها تريد أن تخرب العلاقة بينهم، وكاد أن يطلق أمي بسبب هذه المشكلة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ sama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقكن ويصلح أحوالكن، وأن يقدر لكن الخير، ويصلح الإخوان، ويحقق لكن الآمال.

صلة الأرحام لا تدوم إلا بالصبر على مرارة العلاقة، ونسيان الإساءة، وقبل ذلك رغبة في ثواب الله عز وجل، ونسأل الله أن يوفقكن ويرفع درجاتكن، ونتمنى أن تتفادين ما يثير المشاكل، وتتجنبن كل الأمور المتداخلة، ولا تقارن أنفسكن بالأخريات، واجعلن همكن إرضاء الله، واحرصن على فعل الخير، ولا ترفضن كلام إخوانكن، إذا كان فيه إرضاء لله، وسوف يحاسبهم الله على تبرج زوجاتهم.

ونتمنى أن تقتربي من والدك، وكوني بارة به، وقومي بما عليك، واسألي الله الذي لك، ولا تستغربي من تصرفاتهم معك إذا كانت الوالدة لم تسلم منهم، ولكن اصبري، وخففي على الوالدة، وحافظي على خصوصياتكم، واعلمي أن الإنسان يملك سره، فإذا أذاعه أصبح ملكا لغيره.

وهذه وصيتنا لكن بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تلتزمن بآداب الشرع ولا تتركوها، وقدمن لزوجات إخوانكن النصيحة، وادعوهن إلى التزام الشرع في الملابس والتصرف، ففي ذلك الخير الكثير لكن ولهن، ولا تجعلن الشيطان يدخل بينكن، ويوغر قلوبكن على زوجات إخوانكن، فلعل ما بدر منهن وما يبدر من غير قصد ولا نية سوء، إنما تصرف غير سوي، وغير عاقل، واعلمي -يا ابنتي- أن الدين نصيحة، فأدين ما عليكن من واجب النصيحة، ثم اتركن الأمر لله تعالى يفعل ما يشاء، واعلمن أن الله تعالى يحاسب الناس فرادى، وعليكن باللجوء إلى مصرف القلوب سبحانه، وتسلحن بالصبر، فإن العاقبة لأهله.

سعدنا بتواصلك، ويفرحنا الاستمرار، مع مزيد من التوضيح، ونسأل الله أن يعجل لكن بالفرج، فهو ولي ذلك والقادر عليه.

www.islamweb.net