الفتق والأعراض المصاحبة له وعلاجها!

2016-05-05 05:57:30 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أشعر بحالة غثيان مستمرة بدون دوخة أو قيء، بالإضافة إلى كثرة التجشؤ وضيق نفس في بعض الأحيان، فقمت بفحص للجرثومة، والحمد لله النتائج سليمة.

بعدها قمت بعمل فحص التنظير، وأخبرني الطبيب بوجود فتق صغير حجمه 3 سنتمتر hernia ووصف لي دواء lansoprazole حبة كل صباح قبل الإفطار بنصف ساعة واتباع حمية غذائية.

بعد ذلك قرأت واستفسرت أن هذه النوعية من الأدوية تقوم بعلاج أعراض الفتق وليس الفتق نفسه، علماً أني لا زلت أشعر بالغثيان من وقت لآخر دون حرقة.

قرأت أن هذه الأدوية تقوم بعلاج معظم الحالات دون الاضطرار لجراحة! كيف يشفى معظم الأشخاص إذا كان العلاج يعالج الأعراض فقط؟ وهل يتم اتباع الحمية وأخذ الدواء مدى الحياة أم يتم العلاج بعد فترة؟ وكيف يتم؟ وما هي الفترة لحالتي؟

إذا كان الدواء يخفف الأعراض فلماذا أشعر بالغثيان أحياناً وفي ساعات غير محددة ألم خفيف في البطن وفي بعض الأحيان أشعر بألم مكان الفتق؟ هل هناك علاج آخر غير جراحي لإعادة الفتق؟ وما صحة العلاج بشرب الماء الدافئ أول شيء في الصباح، ومن ثم أداء التمرين وهو وسيلة جيدة للمساعدة في إسقاط الفتق من الفتحة في الحجاب الحاجز: فبعد الاستيقاظ من النوم، وبينما لا أزال على السرير، اشرب كوب ماء من درجة حرارة الغرفة أو دافئ قليلاً، ثم قف وارفع ذراعيك وأثن مرفقيك بحيث تلمس يداك صدرك، وهذا يساعد على تمدد الحجاب الحاجز وفتح ثغرة.

بعد ذلك، ترتفع على أصابع قدميك لأعلى مستوى ممكن ثم تنخفض بسرعة حتى يرتطم كعبك، قم بذلك عدة مرات على التوالي، فهذا سوف يساعد وزن الماء على سحب المعدة إلى أسفل، وخذ بعض الأنفاس القصيرة والسريعة مع إبقاء فمك مفتوحاً لمدة 15 ثانية، اللهث يساعد على شد الحجاب الحاجز وإغلاق الثقب.

بالنسبة للحمية الغذائية فهي مزعجة، هل علي التخفيف فقط أو الامتناع نهائياً عن بعض الأطعمة؟ على سبيل المثال فقد توقفت نهائياً عن التدخين وشرب القهوة والشاي والحلويات والمقليات، فهل يمكنني مزاولة الرياضة كالمشي والركض بشكل عادي؟ أتمنى أن تتم الإجابة على أسئلتي بشكل مفصل.

وشكراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الفتق الحجابي هو مشكلة مرضية تشريحية قد تترافق بنسبة 30% مع أعراض الرجوع الحامضي، وسأجيب على تساؤلاتك بالتسلسل.

- ليس الهدف من المعالجة في الواقع إلا إيقاف أو تقليل على أقل تقدير مشكلة القلس أوالرجوع الحامضي من المعدة باتجاه المريء، وليس تبديل المشكلة التشريحية في أغلب حالات هذا المرض، وتشمل تدابير العلاج: المعالجة الدوائية، الحمية الغذائية، وتدابير أخرى كإنقاص الوزن، وعدم ارتداء الألبسة الضيقة، أو التوقف عن ممارسة رياضية، خاصة التي تزيد الضغط بالبطن كحمل الأثقال وغيرها.

أساس العلاج الدوائي هو إنقاص الحموضة والأدوية التي تعمل على زيادة الضغط في معصرة المريء السفلية كالموتيليوم، ونلجأ للجراحة في حالات أخرى فقط عندما لا يستطيع العلاج الدوائي إيقاف هذه المشكلة أو اختلاطاتها، أو عند وجود ضعف شديد في معصرة المريء السفلية، ويعتبر الفتق الحجابي وضعف مقوية المعصرة السفلية –الصمام- لأسفل المريء هما السبب الأساسي للقلس المعدي المريئي.

- لا يسبب الفتق الحجابي ألماً بسببه أو مكانه بالذات بل بسبب القلس الحامضي الناجم عنه واختلاطات هذا القلس على مستوى المريء أو البلعوم والحنجرة أو حتى الرئتين، أما بقاء الشعور بالغثيان ورغم التحسن في أعراض الرجوع الحامضي فقد يكون بسبب تأثيرات الأدوية الجانبية، وهنا يمكن إنهاء المشكلة باستبداله بأدوية أخرى.

- تتعلق فترة المعالجة في طولها أو قصرها على شدة الأعراض، وجود اختلاطات كالتهاب المريء القرحي أو وجود جزر باريت واختلاطات رئوية، وكذلك على مستوى حسن تطبيق التدابير الخاصة من قبل المريض كإنقاص الوزن بشكل أساسي، وعادة ما تحتاج المعالجة لعدة أشهر قد تصل لستة شهور أو أكثر في الحالات الشديدة.

- أما المناورة الرياضية والمترافقة بشرب الماء الساخن كعلاج لإنهاء وجود الفتق الحجابي لا يوجد لها، وكما لا تتوافق مع أي أساس علمي، بل ومن الناحية الفيزيائية نتوقع أن تزيد من حدوث الرجوع الحامضي.

- تمنع فقط الرياضات التي تزيد الضغط داخل البطن؛ لأنها ستزيد من احتمالية وحدوث الرجوع الحامضي كرفع الأثقال ورياضات الضغط، وحركات البطن ورفع الثقل بالقدمين الممددتين وغيرها، بينما تكون السباحة والجري أو المشي من الأمور الجيدة والمسموحة.

- تبقى الحمية أساس المعالجة مع استخدام الأدوية، وكذلك إنقاص الوزن، والتي تشمل إيقاف التدخين والمنبهات والمشروبات الغازية، والمأكولات الدسمة، وتناول العشاء خفيفاً ومبكراً.

نرجو لك الصحة الوافرة.

www.islamweb.net