الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شعيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قطعًا الإنسان يتأثر بالأحداث الحياتية المهمة، وموت هذه الفتاة لا شك أنه حدث كبير وحدث مهم، نسأل الله تعالى لها الرحمة.
وتأثُّرك هذا أرى فيه جوانب طبيعية كثيرة تحدث في مثل سِنك، لأنك حقيقة في سِنٍّ فيها شيء من سرعة التأثُّر الوجداني، وأن يحدث للإنسان وسوسة ومخاوف، هذا نعتبره إلى حدٍّ كبيرٍ شيئًا طبيعيًا، لكن هذا التفاعل إذا كان شديدًا واستمرَّ لفترة طويلة، وكما تفضلتَ: تنقلتَ من خوفٍ إلى خوف. أعتقد أن هنالك عامل للوسوسة أيضًا دخل في أعراضك ممَّا جعلها تكونُ مزعجة بالنسبة لك.
العلاج طبعًا هو أن تسعى للطمأنينة، أن تُدرك إدراكًا كاملاً أن الموت حق، وأن هذه الفتاة أجلها قد انقضى، ونسأل الله تعالى أن يكون ما عند الله خيرٌ لها ممَّا وجدته في الدنيا، وتسأل الله تعالى أن يحفظك، وأن تعيش حياة طيبة، وأن تركّز في دراستك، وتمارس رياضة، الرياضة مهمَّة جدًّا لعلاج القلق والتوتر والخوف، وأن تكون بارًّا بوالديك.
يجب أن تنقل نفسك من هذه الأفكار إلى أفكارٍ أخرى، أفكارًا تتعلَّق بحياتك اليومية، وخططك المستقبلية (ما الذي تودّ أن تقوم به؟).
الإنسان تؤثّر عليه المخاوف الوساوس والقلق إذا جعلها تملأ كل حيِّز نفسه، يعني: لا يفكّر إلَّا فيها، لا، الحياة فيها أشياء كثيرة، وقضية الموت هو أمر محسوم، ونحن نتحدث الآن الموت يحدث، والحياة لا تحدث، ولا تتوقف عند موت أحد من الناس، ومن هذا المنطلق تحتاج أنت لتغيِّر مفاهيمك وليس أكثر من ذلك.
احرص على الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ على وجه الخصوص.
هذا هو الذي أنصحك به، ولا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، نعم هناك أدوية فعّالة لعلاج المخاوف أيًّا كانت، لكن أعتقد أنك بمجرد تغيير المفاهيم، وأن تُدير وقتك بصورة أفضل، وأن تفكر في المستقبل بصورة إيجابية، وأن تمارس الرياضة - كما ذكرنا لك - أعتقد أن ذلك سوف يكون كافيًا جدًّا، خاصَّة في مثل عمرك لا أنصحُ بالأدوية كثيرًا.
وللفائدة راجع علاج الخوف من الموت سلوكيا: (
2181620 -
2250245 -
2353544).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.