الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رقية أهل الكتاب للمسلم

السؤال

هناك ظاهرة منتشرة في بلدي المسلم، وهي: أن بعض الناس الذين يعتقدون أن هناك من يعمل لهم أعمالًا وسحرًا، يذهبون إلى الكنيسة لمقابلة القسيس؛ لكي يقوم بفك هذا السحر، وذلك عن تجربة شخصية لإحدى معارفي بعد اعتراض شديد منا، فذهبت هذه السيدة إلى القسّيس لأجل ابنها العاق، وقام القسّيس بقراءة أشياء على الماء، وأعطاه لها لكي تشرب منه، ومن كان معها، ودلّهم على أشياء يقرؤوها من الإنجيل والتوراة؛ لأن الجن عند سماع ذلك الكلام لا يرجعون أبدًا، وأنا أعرف أن هذا حرام، ولكني أريد معرفة الحجج والبراهين التي أستطيع إقناع هذه السيدة بها. وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالاسترقاء عند أهل الكتاب من قسس، ورهبان، وغيرهم، قد اختلف العلماء في حكمه: فمنهم من منعه، ومنهم من أجازه، ولكل منهما دليله وحجته.

وممن أفتى بجوازه من العلماء المعاصرين: الشيخ ابن باز -رحمة الله عليه-، فقد سئل: هل تجوز رقية النصراني واليهودي للمسلم؟

فأجاب: إذا لم يكن من أهل الحرابة، وكانت من الرقية الشرعية، فلا بأس بذلك.

ثم سئل: هل تجوز رقية أهل الكتاب للمسلم إذا كان - يعني الراقي - يقرأ من التوراة والإنجيل المحرف؟

فأجاب: لا يجوز ذلك، أما إن كان بالدعاء والقرآن، فلا بأس بذلك.

وبالرجوع إلى كلام العلماء في هذا الموضوع، يتبين أن الأصل في الرقية من الكتابي الجواز، ولكن لا بدّ أن تكون من الرقية الشرعية - أي بالقرآن، أو السنة، وأسماء الله تعالى وصفاته، أو الكلام العربي المفهوم الذي لا غموض فيه، ولا خفاء-.

ومع هذا؛ فإنا ننصح بالابتعاد عن هؤلاء الكفرة، وعدم الذهاب إليهم، لأن عندنا من الرقية الشرعية، والعلاج بجميع أنواعه، ما يغنينا عنهم.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني