السؤال
قرأت عن الآيتين: (11، 12) من سورة التحريم: أنَّ الله -سبحانه وتعالى- عندما أراد أن يضرب مثلاً للذي آمنوا رجالاً ونساء، لم يذكر اسمَ نبيٍّ، أو صحابي، أو رجل صالِح، وإنَّما ضَرَب المثل بامرأتين. وهذا أعظمُ تكريم للمرأة"
فكنت أريد أن أعرف هل فُضِّلت النساء، وتم تكريمهن فعلا أكثر من الأنبياء والصحابة، كما يقول كل مدافع عن النساء؟ أم إن هناك حكمة من ذكرهن بأسمائهن؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فتخصيص النساء في المثل المضروب في سورة التحريم للذين آمنوا؛ ليس فيه تفضيل للنساء على الرجال، فضلًا عن تفضيلهن على الأنبياء أو الصحابة.
وقد ضرب الله -تعالى- المثل الذي قبله للذين كفروا بامرأتين. فهل يقال إن فيه دلالة على إهانة المرأة!
وقد ذكر بعض أهل العلم أنّ تخصيص النساء بالذكر في هذين المثلين؛ كان مناسبًا لما سبق في أول السورة من شأن زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قال ابن الجوزي -رحمه الله- في زاد المسير في علم التفسير: وقال يحيى بن سلام: ضرب الله المثل الأول يحذّر به عائشة وحفصة -رضي الله عنهما-، ثم ضرب لهما هذا المثل يرغبهما في التمسك بالطاعة. انتهى.
وقال القاسمي -رحمه الله- في محاسن التأويل: ثم في هذه الأمثال من الأسرار البديعة ما يناسب سياق السورة، فإنها سيقت في ذكر أزواج النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، والتحذير من تظاهرهن عليه، وأنهن إن لم يطعن الله ورسوله، ويردن الدار الآخرة، لم ينفعهن اتصالهن برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كما لم ينفع امرأة نوح ولوط اتصالهما بهما، ولهذا إنما ضرب في هذه السورة مثل اتصال النكاح دون القرابة. انتهى.
وللفائدة، راجع الفتويين: 278251 ، 375025.
والله أعلم.