الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إفطار المريضة بخمول الغدة الدرقية

السؤال

أنا مريضة خمول الغدة الدرقية (أتناول الليفوتيروكس)، أحس بإعياء شديد أثناء الصيام يمنعني من القيام بأقل الأعمال الضرورية، كالاعتناء بأطفالي، والقيام بأمور البيت، وكذلك الإحساس بإرهاق، وفشل شديدين، وعصبية مرافقة؛ لعدم قدرتي على تلبية أبسط متطلبات أبنائي، وتقصيري في عباداتي، وهذا يشعرني بتأنيب ضمير لشيء خارج عن طاقتي. هل يجوز لي إفطار رمضان في هذه الحالة؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فحد المرض المبيح للفطر قد بيناه في الفتوى: 126657، وما ذكرته من الشعور بالخمول، والإعياء، ونحوه ليس مما يبيح الفطر -فيما نرى- فمجرد الإعياء، والشعور بالتعب أمر يشعر به أكثر الناس، وليس هذا مسوغا للفطر، فعليك أن تتسحري جيدا، وتنظمي ساعات نومك، بحيث تقضين مصالح بيتك وقت نشاطك قبل أن يصيبك التعب، وعليك أن تصبري، وتحتسبي تعبك عند الله -عز وجل-، فإن أجرك على قدر مشقتك، ونصبك، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة: إن لك من الأجر على قدر نصبك، ونفقتك. أخرجه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد، لكن إن كان مرضك يزيد بالصوم، أو كان البرء يتأخر، فهذا هو العذر المبيح للفطر، فعليك أن تراجعي الطبيبة المسلمة الثقة، فإن أخبرتك بأن المرض يزيد، أو يتأخر الشفاء بسبب الصوم، فلك أن تترخصي بالفطر -والحال هذه-، وأما مجرد الشعور بالخمول، والإعياء، فليس عذرا مبيحا للفطر؛ كما بينا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني