السؤال
أنا بنت أعمل بائعة في محل, أعمل منذ أكثر من 7 سنوات, ويتردد على هذا المحل بين الحين والآخر رجل سامري يأتي عنده الناس ليحل مشاكلهم ويدفعون له الكثير, ولكنه كلما قدم للمحل يسألني إذا تزوجت أم لا, ويقول لي أنا أريد أن أساعدك, ولكنني كنت أخاف من كلامه كونه سامريا أولا, وكوني فتاة مؤمنة ملتزمة لا أريد إغضاب ربي، فلا أرد عليه ولا أعطيه أي مجال، ولكن قبل أسبوعين تقريبا قدم للمحل وقال عني أشياء حدثت معي بالفعل! دهشت كثيرا, وقال لي مرة أخرى أنا أريد أن أساعدك بمقابل سخي جدا, فقط سأقدم لك تعويذات وسأعطيك شيئا تحرقيه حول منزلك, لأنه معمول لي عمل من امرأة قريبة, وفعلا يوجد امرأة تسكن بجوارنا عرفت بهذه الأفعال!! فخفت أكثر وأكثر وقلت كيف عرف ذلك!! استغفرت ربي, وتساءلت ماذا أفعل يا ربي، أأقبل عرضه؟ أم أوكل أمري لله وأظل كما أنا؟ مع أنني سمعت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد عمل له عمل ودل على مكانه بوحي من الله تعالى، أرجوكم ساعدوني وانصحوني, ماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر أن هذا الرجل الذي ذكرت من أمره ما ذكرت هو أحد الكهنة، ولا غرابة فيما حكاه لك من أشياء قد حدثت معك بالفعل، ذلك أن الكهنة لهم أصحاب من الشياطين يوحون إليهم بعض ما يسترقونه من الأمور التي تم قضاؤها في السماء.
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض. ووصف سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه، فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء.
وقد ورد في السنة تحريم تصديق الكهان أو إتيانهم، روى الإمام أحمد وأصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. وفي صحيح مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
وعليه؛ فلا يجوز لك تصديق الرجل المذكور ولا إتيانه.
والله أعلم.