الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجته تريد إقامة حفلة للعرس مشتملة على منكر

السؤال

قريبا ًسأتزوج من امرأة وأنا شاب ملتزم متدين عندما خطبت هذه المرأة حدثني والدها بأنه سيكون هناك حفل للنساء وحفل للرجال ووافقت على ذلك وبعد فترة من الخطبة وعظت خطيبتي بأني لا أرغب في إقامة حفل للنساء لما في ذلك من منكرات في حفلات الأعراس علما بأن قيمة ثوب العروس 7000 درهم واتعظت خطيبتي وانتصحت ووافقتني الرأي على أن تكون الحفلة للرجال فقط وحفلة النساء في منزلها بصورة ضيقة ليس فيها من تلك المنكرات وقد تناول أخوات العروس الموضوع من جهة أنه حق من حقوق الزوجة ينبغي أن لا تتنازل عنه وأنه وأنه... وكل ذلك لكي يضغطوا على زوجتي لكي لاتتنازل عن حفلة النساء سؤالي هو : هل أنا مأجور في عملي هذا أم أني متجاوز مثبور أفيدوني جزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يجوز حضور حفلات الأعراس المشتملة على شيء من المنكر، كالغناء المصحوب بآلات الموسيقى غير الدف، أو كالرقص مع الخلاعة والتهتك، أو وجود الرجال واطلاعهم على النساء، أو حدوث التصوير، ولو كان بين النساء.
فإذا سلمت حفلة العرس من ذلك، فلا ينبغي للزوج أن يمنع منها، لما في ذلك من إدخال السرورعلى العروس وأهلها.
والذي ننصح به هو أن تكون هذه الحفلة في منزل العروس، حفاظاً على ما أعطاكم الله من المال، فإن إهدار سبعة آلف درهم في حفل يعد إسرافاً وتبذيراً، وأنتم أولى وأحق بهذا المال، لا سيما في بدء حياتكما الزوجية.
ومن المؤسف والمحزن أن بعض الناس يلجأ إلى القرض ليقيم مثل هذه الحفلات التي غالباً ما يكون باعثها الرياء والفخر، وقد يكون القرض ربوياً فتعظم المصيبة، ويتعدد المنكر.
وينبغي للزوجين أن يبدأا حياتهما بالتفاهم والتشاور والتناصح، وأن توطن المرأة نفسها على طاعة زوجها، وامتثال أمره فيما ليس معصية لله، ولهذا نقول: ينبغي للزوجة هنا أن تعين زوجها على ما أراد من الخير، وأن تكتفي بإقامة حفلها في بيتها، وأن تحفظ هذا المال الذي أنعم الله عليها به، وأن تبين لأخواتها ذلك.
وإن رأيت إصرارهم على إقامة تلك الحفلة، وأذنت في ذلك، فالواجب أن تسعى إلى سلامة هذه الحفلة من المنكرات، لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) [التحريم: 6].
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني