الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن آداب الدعاء وأسباب إجابته أن يكون الداعي محسنا الظن بربه موقنا بإجابته، ففي الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي. متفق عليه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وانظر الفتوى رقم: 9081، والفتوى رقم: 30799.
والأفضل الدعاء بالمأثور، ويجوز الدعاء بغيره ما لم يشتمل على الاعتداء أو الدعاء بالإثم أو قطع الرحم، ويدل لهذا إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة في دعائهم وذكرهم بغير المأثور وعموم حديث مسلم: يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم.
ولعل الخطيب أراد التأكيد على أهمية كون الداعي موقنا بالإجابة وأن مجرد الدعاء بدون حضور القلب واليقين تتخلف معه الإجابة، حتى وإن كان باللفظ المأثور.
أما قول الداعي اللهم بحق كذا، فهو من باب التوسل في الدعاء وفيه تفصيل بحسب ما يتوسل به، فقد يكون قصد القائل أن يتوسل إلى الله بصفة من صفاته، فيكون مشروعا، بخلاف ما إذا توسل بحق فلان مثلا فهذا بدعة عند جمهور العلماء، وليس من الشرك، لكنه قد يكون ذريعة إليه. وانظر الفتوى رقم: 10671، والفتوى رقم: 114659.
ويحسن بك أن تراجع أقسام التوسل في الفتوى رقم: 16690.
والله أعلم.