الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يوجد لدينا خبر معصوم يُستند إليه في ذلك، وإنما هي أخبار بني إسرائيل، ومما ورد في ذلك ما أخرجه الطبري في تاريخه عن عكرمة، قَالَ: كان أصحاب الكهف أبناء ملوك الروم، رزقهم الله الإسلام، فتفردوا بدينهم، واعتزلوا قومهم، حتى انتهوا إلى الكهف، فضرب الله على سماخهم فلبثوا دهرا طويلا، حتى هلكت أمتهم، وجاءت أمة مسلمة، وكان ملكهم مسلما، واختلفوا في الروح والجسد، فقال قائل: تبعث الروح والجسد جميعا، وقال قائل: تبعث الروح، وأما الجسد فتأكله الأرض، فلا يكون شيئا فشق على ملكهم اختلافهم، فانطلق فلبس المسوح، وجلس على الرماد، ثم دعا الله عز وجل، فقال: يا رب، قد ترى اختلاف هؤلاء، فابعث لهم ما يبين لهم، فبعث الله أصحاب الكهف....
وجاء في البدء والتاريخ لابن طاهر المقدسي: ولما ملك دقيانوس دعا إلى المجوسية ومن أبى عليه قتله ففر هؤلاء الفتية حتى دخلوا الكهف وتبعهم دقيانوس فكان الكهف لا منفذ له فسد عليهم الباب وكتبوا كتابا فيه أسماؤهم وأسماء آبائهم يوم دخولهم الكهف وألصقوه ببابه قالوا وهلك دقيانوس وتغيرت الأحوال وقام ملك مسلم اسمه بيدوسيس... انتهى.
وظاهر هذا أن الأمة بادت، ونشأ غيرها، ولم يذكر صفة ذلك.
وعلى الجملة، فالدين مكتمل، وقصص القرآن والسنة تغني عن غيرهما، وفيهما ما يكفي للاعتبار، فلا داعي للبحث في غيرهما.
والله أعلم.