الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدعاء السفر ليس بواجب، وإنما تسن قراءته في كل سفر يسميه الناس ـ في عرفهم ـ سفرا، بغض النظر عن مسافته، ويقوله المسافر عند بداية السفر أو الركوب مباشرة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 174927.
ولما جاء في صحيح مسلم: عن ابْنَ عُمَرَ ـ رضي الله عنه ـ عَلَّمَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ـ اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنْ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ في الْأَهْلِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ في الْمَالِ وَالْأَهْلِ، وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ: آيِبُونَ، تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ.
فعندما استوى صلى الله عليه وسلم على بعيره بدأ بقراءة الدعاء مباشرة، أما دعاء الركوب: فمن أهل العلم من قصر استحباب قراءته على السفر فقط، ومنهم من عمم استحبابه عند الركوب كله، سواء كان في السفر أو في الحضر، وانظر الفتوى رقم: 124797.
والله أعلم.