قال يقال لهم أخبرونا عن قولكم إنه لا بد من الخوف ، ولولا ذلك لزال عن إيمان ، أخبرونا إذا خطر بقلبه خواطر الشرك من العدو ، أو حاج مخلوقا من الناس حتى كاد يزول عن إيمانه ، بها ينفي ؟ !فإن قالوا بالكراهة ، قيل : وما الذي يبعثه على الكراهة ؟ !فإن قالوا : الخوف ، قيل : خوف من ماذا ؟ ! [ ص: 721 ] ، فإن قالوا : خوف من الله أن يشرك به ، قيل : فلولا الخوف ، والكراهة لقبل الشرك ، واعتقده ، فإنما نفى الشرك بالخوف ، والكراهة . أبو عبد الله :
فإن قالوا : نعم ، قيل لهم : ولا ينفى الشيء إلا بضده ، وقد ثبتم أن الكراهة للكفر ، والخوف من الله أن يقبله العبد إيمان ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بسنته . فإنه لا ينفي الكفر إلا بالإيمان ،