187 - أخبرنا قال : ثنا محمد بن أحمد بن الحسن الحسن بن الجهم قال : ثنا الحسين بن الفرج قال : ثنا قال : حدثني محمد بن عمر الواقدي محمد بن سليط ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن العدوي قال : ضماد : قدمت مكة معتمرا ، فجلست مجلسا فيه أبو جهل وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف ، فقال أبو جهل : هذا الرجل الذي فرق جماعتنا ، وسفه أحلامنا ، وأضل من مات منا ، وعاب آلهتنا ، فقال أمية : الرجل مجنون غير شك ، قال ضماد : فوقعت في نفسي كلمته ، وقلت : إني رجل أعالج من الريح ، فقمت من ذلك المجلس أطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم أصادفه ذلك اليوم حتى كان الغد ، فجئته فوجدته جالسا خلف المقام يصلي ، فجلست حتى فرغ ، ثم جئت إليه فقلت : يا ابن عبد المطلب ، فأقبل علي فقال : ما تشاء ؟ فقلت : إني أعالج من الريح ، فإن أحببت عالجتك ، ولا تكبرن ما بك ، فقد عالجت من كان به أشد مما بك فبرأ ، وسمعت قومك يذكرون فيك خصالا سيئة من تسفيه أحلامهم ، وتفريق جماعتهم ، وتضليل من مات منهم ، وعيب آلهتهم ، فقلت : ما فعل هذا إلا رجل به جنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به [ ص: 236 ] وأتوكل عليه ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، قال ضماد : فسمعت كلاما لم أسمع كلاما قط أحسن منه ، فاستعدته الكلام فأعاد علي ، فقلت : إلام تدعو ؟ قال : إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له ، وتخلع الأوثان من رقبتك ، وتشهد أني رسول الله . فقلت : فماذا لي إن فعلت ؟ قال : لك الجنة ، فقلت : فإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأخلع الأوثان من رقبتي وأبرأ منها ، وأشهد أنك عبد الله ورسوله ، فأقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى علمت سورا كثيرة من القرآن ، ثم رجعت إلى قومي . قال
قال عبد الله بن عبد الرحمن العدوي : فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وأصابوا عشرين بعيرا بموضع ، واستاقوها ، وبلغ علي بن أبي طالب أنهم قوم علي بن أبي طالب ضماد فقال : ردوها إليهم فردت " .