384 - أخبرنا أنبأ أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، ثنا أبو سعيد بن الأعرابي ، جعفر بن أحمد الدهان الكوفي ، ثنا علي بن عبد الحميد ، ثنا جعفر بن صبيح ، عن عيسى المرادي قال : قال عيسى ابن مريم عليه السلام : إن كنتم أصحابي وإخواني فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس ، فإنكم إن لم تفعلوا فلستم لي بإخوان ، إني إنما أعلمكم لتعملوا لا لتعجبوا ، إنكم لا تبلغون ما تأملون إلا بصبركم على ما تكرهون, ولا تنالون ما تريدون إلا بترككم ما تشتهون ، طوبى لمن كان بصره في قلبه ولم يكن قلبه في بصر عينيه ، ما أبعد ما فات ، وما أدنى ما هو آت ، إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب شهوة, وكفى بها لصاحبها فتنة ، ويل للمغترين قد [ ص: 168 ] آزفهم ما يكرهون وجاءهم ما يوعدون وفارقوا ما يحبون في طول الليل والنهار ، وويل لمن كانت الدنيا همه والخطايا عمله ، كيف يفتضح غدا بربه ، ولا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم وإن كانت لينة فإن القلب القاسي بعيد عن الله عز وجل ولكن لا تعلمون ، ويل لصاحب الدنيا كيف يموت وتتركه ، ويثق بها وتغره ، ويأمنها وتمكر به إنما الناس رجلان معافى ومبتلى فاحمدوا الله على العافية وارحموا أهل البلاء ، متى نزل الماء على جبل ألا يلين له ؟ ومذ متى تدرسون الحكمة ولا تلين لها قلوبكم ؟ بقدر ما تواضعون كذلك ترحمون ، وبقدر ما تحرثون كذلك تحصدون ، علماء السوء مثلهم كمثل الشجرة الدقلى تعجب من نظر إليها وتقتل من يأكلها ، كلامكم شفاء يبرئ الداء وأعمالكم داء لا يبرئه شفاء ، جعلتم المعلم تحت أقدامكم مثل عبيد السوء ، بحق أقول لكم وكيف أرجو أن تنتفعوا بما أقول وأنتم الحكمة تخرج من أفواهكم ولا تدخل آذانكم وإنما بينهما أربع أصابع ولا تعيها قلوبكم فلا أحرار كرام ولا عبيد أتقياء . لا تنظروا في ذنوب الناس كهيئة الأرباب ، فانظروا في ذنوبكم كهيئة العبيد