قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين
في "ينزل"، و "نزله": وما فيهما من التنزيل شيئا فشيئا على حسب الحوادث والمصالح إشارة إلى أن التبديل من باب المصالح كالتنزيل، وأن ترك النسخ بمنزلة إنزاله [ ص: 474 ] دفعة واحدة في خروجه عن الحكمة، و روح القدس : جبريل -عليه السلام- أضيف إلى القدس وهو الطهر، كما يقال: حاتم الجود وزيد الخير، والمراد: الروح المقدس، وحاتم الجواد، وزيد الخير، والمقدس: المطهر من المآثم، وقرئ : بضم الدال وسكونها، بالحق : في موضع الحال، أي: نزله ملتبسا بالحكمة، يعني: أن النسخ من جملة الحق، ليثبت الذين آمنوا : ليبلوهم بالنسخ، حتى إذا قالوا فيه: هو الحق من ربنا والحكمة، حكم لهم بثبات القدم وصحة اليقين وطمأنينة القلوب، على أن الله حكيم فلا يفعل إلا ما هو حكمة وصواب، وهدى وبشرى : مفعول لهما معطوفان على محل ليثبت، والتقدير: تثبيتا لهم وإرشادا وبشارة، وفيه تعريض بحصول أضداد هذه الخصال لغيرهم، وقرئ : "ليثبت" بالتخفيف.