فصل كما جاء في الصحيحين عن ومن الناس من يكون فيه إيمان وفيه شعبة من نفاق عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { } وفي الصحيحين أيضا عن أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ; [ ص: 174 ] وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان وإذا عاهد غدر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { أبي هريرة } فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن من كان فيه خصلة من هذه الخصال ففيه خصلة من النفاق حتى يدعها وقد ثبت في الصحيحين أنه { الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان - وهو من خيار المؤمنين - إنك امرؤ فيك جاهلية فقال يا رسول الله أعلى كبر سني قال : نعم لأبي ذر } . قال
وثبت في الصحيح عنه أنه قال { } وفي الصحيحين عن أربع في أمتي من أمر الجاهلية : الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والنياحة على الميت والاستسقاء بالنجوم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { أبي هريرة } وفي صحيح آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان مسلم { . وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم
} وذكر البخاري عن ابن أبي مليكة قال : أدركت ثلاثين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه وقد قال الله تعالى : { وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين } { وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان } فقد جعل هؤلاء إلى الكفر أقرب منهم للإيمان فعلم أنهم مخلطون وكفرهم أقوى وغيرهم يكون مخلطا وإيمانه أقوى .
وإذا كان " أولياء الله " هم المؤمنين المتقين فبحسب إيمان العبد وتقواه تكون ولايته لله تعالى فمن كان أكمل إيمانا وتقوى كان أكمل ولاية لله .
قال الله تعالى : { فالناس متفاضلون في ولاية الله عز وجل بحسب تفاضلهم في الإيمان والتقوى وكذلك يتفاضلون في عداوة الله بحسب تفاضلهم في الكفر والنفاق وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون } { وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون } وقال تعالى : { إنما النسيء زيادة في الكفر } وقال تعالى : { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } وقال تعالى في المنافقين { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا } .
فبين سبحانه وتعالى أن الشخص الواحد قد يكون فيه قسط من ولاية الله بحسب إيمانه ; وقد يكون فيه قسط من عداوة الله بحسب كفره ونفاقه .
وقال تعالى { ويزداد الذين آمنوا إيمانا } وقال تعالى { ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم } .