الباب السادس في بيان وورد عنه- صلى الله عليه وسلم- في ذلك روايات مختلفة عدد ركعات صلاته- صلى الله عليه وسلم- بالليل
[الأولى : أربع ركعات] روى والإمام عبد بن حميد ، عن أحمد ، رضي الله تعالى عنه- أبي أيوب- . أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «كان يستاك من الليل مرتين أو ثلاثا ، وإذا قام من الليل صلى أربع ركعات ، لا يتكلم بشيء ولا يأمر بشيء ويسلم من كل ركعتين»
الثانية : سبع :
روى عن البخاري ، رضي الله تعالى عنه- قال : مسروق- سألت رضي الله تعالى عنها- عن صلاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالليل ، قالت «سبع» عائشة- الحديث .
الثالثة : ثمان :
روى بسند ضعيف- عن الطبراني- رضي الله عنه- قال : أنس- . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يحيي الليل بثمان ركعات ، ركوعهن كقراءتهن ، وسجودهن كقراءتهن ويسلم بين كل ركعتين»
وروى برجال ثقات- عن أبو يعلى- رضي الله تعالى عنه- قال : علي- . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل [التطوع] ثمان ركعات ، والنهار ثنتي عشرة ركعة»
الرابعة : تسع :
روى عن البخاري الحديث السابق في السبع ، وفيه وبتسع الحديث . مسروق
وروى عن مسلم ، سعد بن هشام بن عامر- رحمه الله تعالى- قال : رضي الله تعالى عنها- عن وتر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فذكر الحديث الآتي ، وفيه ، فلما أسن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأخذه اللحم ، أوتر بسبع ، وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأول ، فتلك تسع يا بني» عائشة- . [ ص: 287 ] «سألت
وروى عن أبو داود زرارة بن أوفى - رحمه الله تعالى- رضي الله [تعالى] عنها- سئلت عن صلاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في جوف الليل ، فقالت : «كان يصلي العشاء في جماعة ، ثم يرجع إلى أهله . فيركع أربع ركعات ، فيأوي إلى فراشه وينام ، وطهوره مغطى عند رأسه ، وسواكه موضوع حتى يبعثه الله [تعالى] ساعته التي يبعثه من الليل ، فيتسوك ويسبغ الوضوء ثم يقوم إلى مصلاه ، فيصلي ثمان ركعات ، يقرأ فيهن بأم الكتاب ، سورة من القرآن ، وما شاء الله ولا يقعد في شيء منها حتى يقعد في الثامنة ، ولا يسلم ، ويقرأ في التاسعة ثم يقعد ، فيدعو بما شاء الله أن يدعو ويسأله ويرغب إليه ، ويسلم تسليمة [واحدة] شديدة يكاد يوقظ أهل البيت من شدة تسليمه ، ثم يقرأ وهو قاعد بأم الكتاب ، ويركع وهو قاعد [ثم يقرأ الثانية ، ويسجد وهو قاعد] ثم يدعو بما شاء الله أن يدعو ، ثم يسلم ، ثم ينصرف فلم تزل تلك صلاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى بدن فنقص من التسع ثنتين فجعلها إلى الست والسبع وركعتيه وهو قاعد حتى قبض على ذلك- صلى الله عليه وسلم- عائشة- . أن
الخامسة : ست ركعات يسلم من كل ركعتين ثم يوتر بثلاث .
روى مسلم ، عن وأبو داود ، رضي الله تعالى عنهما- ابن عباس- إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب فقرأهن حتى ختم السورة ، ثم صلى ركعتين أطال فيهما القيام والركوع والسجود ، ثم انصرف فنام حتى نفخ ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات ست ركعات ، كل ذلك يستاك ، ويتوضأ ويقرأ هؤلاء الآيات ، ثم أوتر بثلاث [فأذن المؤذن فخرج إلى الصلاة وهو يقول : «اللهم اجعل في قلبي نورا ، وفي لساني نورا ، واجعل في سمعي نورا ، واجعل في بصري نورا ، واجعل من خلفي نورا ، ومن أمامي نورا ، واجعل من فوقي نورا ، ومن تحتي نورا ، اللهم أعطني نورا]» . أنه رقد عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «فاستيقظ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فتسوك وتوضأ ، وهو يقول :
السادسة : إحدى عشرة ركعة :
روى عنه ذلك - رضي الله عنهما- الفضل بن العباس ، وصفوان بن المعطل ، وعبد الله بن عباس ، أكثر الروايات عنها . وعائشة
وروى عن أبو داود رضي الله تعالى عنه- قال : الفضل بن عباس- إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار فلم يزل يفعل هكذا حتى صلى عشر ركعات ، ثم قام فصلى سجدة واحدة فأوتر بها ونادى المنادي عند ذلك فقام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد ما سكت المؤذن فصلى سجدتين خفيفتين ثم جلس ثم صلى الصبح» . بت عند [ ص: 288 ] رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لأنظر كيف يصلي من الليل فقام وتوضأ ، وصلى ركعتين ، قيامه مثل ركوعه ، وركوعه مثل سجوده ، ثم نام ثم استيقظ ، فتوضأ واستن ثم قرأ بخمس آيات من آل عمران
وروى عبد الله ابن الإمام أحمد ، بسند ضعيف- عن والطبراني- صفوان بن المعطل السلمي- رضي الله تعالى عنه- قال : . «كنت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في سفر فرمقت صلاته ليلة ، فصلى العشاء الآخرة ، ثم نام ، فلما كان نصف الليل استيقظ فتلا الآيات العشر آخر سورة آل عمران ، ثم تسوك ثم توضأ [ثم قام] فصلى ركعتين فلا أدري أقيامه أم ركوعه أم سجوده ، أطول ؟ ثم انصرف فنام ثم استيقظ فتلا الآيات ، ثم تسوك ، ثم توضأ ، ثم قام فصلى ركعتين لا أدري أقيامه أم ركوعه أم سجوده أطول ؟ ففعل ذلك ثم لم يزل يفعل كما فعل أول مرة ، حتى صلى إحدى عشرة ركعة»
وروى الشيخان ، والإمام مالك ، عن والبرقاني ، رضي الله تعالى عنها- عائشة- . أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصلي إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة ، كانت تلك صلاته ، يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه ، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المنادي للصلاة
وروى عن مسلم رضي الله تعالى عنهما- ابن عباس- أم المؤمنين- وهي خالته- وقال : «فاضطجعت في عرض الوسادة ، واضطجع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأهله في طولها فنام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى انتصف الليل أو قبله بقليل ، أو بعده بقليل استيقظ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده ، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ، ثم قام إلى شن معلقة ، فتوضأ منها فأحسن الوضوء ، ثم قام فصلى ، قال ميمونة ابن عباس :
فقمت فصنعت مثل ما صنع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم ذهبت فقمت إلى جنبه» وفي لفظ «فقمت عن يساره ، فوضع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يده اليمنى على رأسي ، وأخذ بأذني اليمنى يفتلها ، فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ثم أوتر ثم اضطجع ثم [ ص: 289 ] جاء المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ، ثم خرج فصلى الصبح» . أنه بات عند
وروى الشيخان عنها قالت : «إن عيني تنام ولا ينام قلبي» عائشة : . ما كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثا ، فقلت يا رسول الله : تنام قبل أن توتر ، فقال ، يا
وروى عن البخاري رحمه الله تعالى- قال مسروق- رضي الله [تعالى] عنها- عن صلاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالليل فقالت : سبع وتسع وإحدى عشرة سوى ركعتي الفجر» عائشة- . سألت
وروى عنها- البخاري . قال صلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- العشاء ثم صلى ثمان ركعات وركعتين جالسا وركعتين بين النداءين ولم يكن يدعهما أبدا»
وروى عن مسلم سعد بن هشام بن عامر- رحمه الله تعالى- قال رضي الله تعالى عنها- أنبئيني عن وتر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالت : كنا نعد له سواكه وطهوره ، فيبعثه الله تعالى ما شاء أن يبعثه من الليل ، فيتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة ، فيذكر الله تعالى ويحمده ويدعوه ، ثم ينهض ولا يسلم ثم يقوم فيصلي التاسعة ، ثم يقعد فيذكر الله تعالى ويحمده ويدعوه ، ثم يسلم تسليما يسمعنا ، ثم يصلي ركعتين بعد ما يسلم وهو قاعد فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني فلما أسن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فذكر الحديث» لعائشة- . قلت
وروى عن طريق الطبراني عطاء بن مسلم الخفاف عن رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عباس- فاستصغرها أبي ، قال : انطلق بها إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فائت فقل إنا قوم نعمل ، فإن كان عندك أسن منها فابعث بها إلينا ، فقال : يا ابن عمي وجهها إلى إبل الصدقة ، فوجهتها ، ثم أتيته في المسجد ، فصليت معه العشاء ، فقال : أبي بكرة
ما تريد أن تبيت عند خالتك الليلة ؟ قد أمسيت فوافقت ليلتها من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأتيتها فعشتني ، ووطأت لي بعباءة فافترشتها ، فقلت لأعلمن ما يعمل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فدخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : «يا ميمونة» ، فقالت : لبيك يا رسول الله فقال : «أما أتاك ابن أختك» ؟ [ ص: 290 ] قالت بلى هو هذا ، قال : «أفلا عشيتيه ؟ إن كان عندك شيء» قالت : قد فعلت ، قال : «قد وطئت له» قالت : نعم فمال إلى فراشه فلم يضطجع عليه واضطجع حوله ، ووضع رأسه على الفراش ، فمكث ساعة ، فسمعته نفخ في النوم ، فقلت : نام ، وليس بالمستيقظ وليس بقائم الليلة ، ثم قام حيث قلت : ذهب الربع [الثلث] من الليل فأتى سواكا له ومطهرة فاستاك حتى سمعت صرير ثناياه تحت السواك ، ثم قام إلى قربة فحل شناقها ، فأردت أن أقوم فأصب عليه فخشيت أن يذر شيئا من عمله ، فلما توضأ دخل مسجده فصلى أربع ركعات فقرأ في كل ركعة مقدار خمسين آية يطيل فيها الركوع والسجود ، ثم جاء إلى مكانه الذي كان عليه فاضطجع هويا ، فنفخ وهو نائم ، فقلت : ليس بقائم الليل . . حتى يصبح ، فلما ذهب نصف الليل أو ثلثه أو قدر ذلك فقام . . يصنع مثل ذلك ثم دخل مسجده فصلى أربع ركعات على قدر ذلك ثم جاء إلى مضجعه فاتكأ عليه فنفخ ، فقلت : ذهب به النوم وليس بقائم حتى يصبح ، ثم قام حين بقي سدس الليل أو أقل فاستاك ، ثم توضأ فافتتح بفاتحة الكتاب ثم قرأ سبح اسم ربك الأعلى ثم [ركع و] سجد ثم قام فقرأ بفاتحة الكتاب و قل هو الله أحد ثم قنت فركع وسجد ، فلما فرغ قعد حتى إذا ما طلع الفجر ناداني فقلت : لبيك يا رسول الله ، قال : «قم [فوالله ما كنت بنائم» ، فقمت فتوضأت ، فصليت خلفه ، فقرأ بفاتحة الكتاب و قل هو الله أحد ثم ركع وسجد ثم قام في الثانية فقرأ بفاتحة] الكتاب و قل يا أيها الكافرون الحديث . أهدى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى
وروى من طريق الطبراني عبيد بن إسحاق العطار عنه قال : فقام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فزعا فاستقى ماء فتوضأ ثم قرأ ميمونة إن في خلق السماوات والأرض إلى آخر السورة ثم افتتح البقرة ، فقرأ حرفا حرفا حتى ختمها ، ثم ركع فقال : «سبحان ربي العظيم» ثم سجد فقال «سبحان ربي الأعلى» ، ثم رفع رأسه ، فقال بين السجدتين : «رب اغفر لي وارحمني وارفعني ، وارزقني ، واهدني» ، ثم قام فقرأ في الركعة الثانية آل عمران ثم ركع وسجد ثم فعل كما فعل في الأولى ثم اضطجع ثم قام فزعا ، ففعل مثل ما فعل في الأوليين فقرأ حرفا حرفا حتى صلى ثمان ركعات ، يضطجع بين كل ركعتين وأوتر بثلاث ، ثم صلى ركعتي الفجر ، وذكر الحديث . بت عند خالتي
السابعة : ثلاث عشرة ركعة .
روى ذلك عنه- زيد بن خالد الجهني ، وابن عباس ، وابن عمر ، وعائشة ، رضي الله تعالى عنهم أجمعين . [ ص: 291 ] وجابر بن عبد الله-
حديث زيد : روى مسلم ، عن وأبو داود ، زيد بن خالد- رضي الله تعالى عنه- قال :
. قلت لأرمقن الليلة صلاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فتوسدت عيبة أو فسطاطه فصلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ركعتين خفيفتين . ثم صلى ركعتين طويلتين ، طويلتين طويلتين ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم ركعتين وهما دون اللتين قبلهما [ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما] ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة
حديث روى الإمام جابر : أحمد ، عن وأبو يعلى ، رضي الله تعالى عنهما- قال : جابر بن عبد الله- الحديبية حتى نزلنا بالسقيا فقال من يسقينا في أسقيتنا ؟ [قال معاذ فقلت : أنا] فخرجت في فتية من جابر : الأنصار حتى أتينا الماء الذي بالأثاية وبينها وبينهما قريبا من ثلاثة عشر ميلا فسقينا في أسقيتنا ، حتى إذا كان بعد عتمة إذا رجل ينازعه بعيره إلى الحوض ، فقال : أورد ، فإذا هو رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأورد ثم أخذت بزمام ناقته فأنختها فقام يصلي العتمة فيما ذكر إلى جنبه ، ثم صلى بعدها ثلاث عشرة سجدة وجابر . أقبلنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- زمن
حديث رواه عنه ابن عباس : كريب وسعيد بن جبير ، وعلي بن عبد الله بن عباس ، وعطاء ، وطاوس ، والشعبي ، وطلحة بن نافع ، ويحيى بن الجزار وأبو حمزة وغيرهم مطولا ومختصرا ، وفي رواية كل زيادة على الآخر .
وروى الأئمة إلا الدارقطني ، وابن خزيمة ، وأبو عوانة ومحمد بن نصر المروزي وابن أبي شيبة والحارث بن أبي أسامة وغيرهم ، عن رضي الله تعالى عنهما قال : ابن عباس إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في حاجة فوجدته جالسا في المسجد ، فلم أستطع أن أكلمه فلما صلى المغرب قام فركع ، حتى أذن المؤذن بصلاة العشاء ، العباس وفي رواية : أنه بعثه بعد العشاء فقال : بعثني
يا بني بت عندنا ، فبت عند خالتي زوج النبي- صلى الله عليه وسلم- فصلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- العشاء ثم جاء منزله فصلى أربع ركعات ، وفي رواية فجاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد ما أمسى فقال : «أصلى الغلام ؟ » قالوا : نعم ، فقلت : لا أنام حتى أنظر ما يصنع ، وفي رواية لأعلمن ما يعمل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الليلة وفي لفظ : ولأنظرن إلى صلاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقلت ميمونة ، إذا قام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأيقظيني ، فطرحت لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- وسادة فتحدث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مع أهله ساعة ، ثم رقد ، ثم أتى القربة فأطلق شناقها فصبه في قصعة ، أو [ ص: 292 ] جفنة ، ثم غسل وجهه ويديه ، ثم رقد فاضطجعت في عرض الوسادة ، واضطجع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأهله في طولها ، فنام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مع امرأته في فراشها وكانت ليلة أهله حائضا فنام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى نفخ ، فقلت : نام وليس بمستيقظ وليس بقائم الليلة ، فهب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في زاوية كان إذا تعار من الليل نظر ببصره إلى السماء ثم تلا هذه الآيات من آخر آل عمران لميمونة : إن في خلق السماوات والأرض حتى انتهى إلى خمس آيات ، ثم عاد إلى مضجعه ، فنام هويا من الليل ، ثم قام فتعار ببصره إلى السماء ثم تلاهن ، ثم عاد لمضجعه فقام هويا من الليل حتى هب ، ثم تعار ببصره إلى السماء ثم تلاهن ثم عاد إلى مضجعه فنام هويا من الليل ثم قام إلى شن معلق الحديث : حتى انتصف الليل ، أو قبله بقليل ، أو بعده بقليل ، وفي رواية : ثلث الليل الأخير ، وفي رواية : قام حين قلت ذهب الربع أو الثلث من الليل فأتى سواكا له ، ومطهرة فاستاك حتى سمعت صرير ثناياه تحت السواك ، وفي رواية :
فقام من الليل فأتى حاجته ، ثم غسل وجهه ويديه ونظر فإذا عليه ليل ، ثم نام ، ثم قام فكبر وسبح انتهى فقال : نام الغليم ، فجلس يمسح النوم عن وجهه بيديه ثم تسوك ثم خرج فنظر إلى السماء وقال : «سبحان الملك القدوس» ثلاث مرات ، ثم قرأ وفي لفظ : فلما كان الثلث الآخر قعد فنظر إلى السماء فقال : إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ، وفي رواية : «فقلب وجهه في أفق السماء ثم قال : «نامت العيون وغارت النجوم ، والله حي قيوم» ، ثم قضى حاجته ، ثم جاء إلى قربة على شجب فيه ماء ، قلت وما الشجب ؟ «قال : السبايا ، وإذا قربة ذات شعر فأخذ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- منها ماء ، فمضمض ثلاثا ، واستنشق ثلاثا ، وغسل وجهه ثلاثا ، وذراعيه ثلاثا ، ومسح برأسه وأذنيه ، وغسل قدميه ، ثلاثا ، ثم أتى مصلاه» .
وفي لفظ : «ثم قام إلى شن معلقة» وفي لفظ : «معلق» وفي لفظ : «إلى قربة» وفي لفظ :
إلى القربة فأطلق شناقها ، فأردت أن أقوم فأصب عليه فخشيت أن يذر شيئا من عمله ، فتوضأ وضوءا خفيفا» وفي لفظ : «فأحسن الوضوء» وفي لفظ : «فتوضأ وضوءا حسنا لم يكثر ، ولم يقصر ، وقد أبلغ» وفي لفظ «فقد أسبغ الوضوء ، ولم يمس من الماء إلا قليلا ، وتسوك ، ثم أخذ برداء فتوشحه ، ثم دخل البيت ، ثم قام يصلي فتمطيت كراهة أن يراني أني كنت أبعثه- يعني أرقبه- فصنعت مثل ما صنع ، ثم قمت عن يساره ، فوضع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يده اليمنى على رأسي ، وأخذ بأذني اليمنى فعرفت أنه إنما فعل ذلك ليؤنسني بذلك في الليل» وفي لفظ :
«بشحمة أذني يفتلها ، فحولني فجعلني عن يمينه» وفي لفظ : «فأخذ بيدي من وراء ظهره يعدلني كذلك من وراء ظهره إلى الشق الأيمن فصلى ركعتين خفيفتين ، يقرأ بأم القرآن في كل ركعة ، ثم يسلم ، ثم صلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين يسلم من كل [ ص: 293 ]
ركعتين ويستاك حزرت قيامه في كل ركعة قدر يا أيها المزمل ثم أوتر فتكاملت صلاته ثلاث عشرة ركعة» .
وفي رواية «فصلى ثلاث عشرة ركعة» وفي لفظ «إحدى عشرة ركعة» وفي لفظ «فصلى ما رأى أن عليه ركعتين» فلما نظر أن الفجر قد دنا قام ، فصلى سبع ركعات أوتر بالسابعة . .
انتهى» .
وفي رواية «إحدى عشرة بالوتر» وفي لفظ «يصلي ركعتين أطال فيهما القيام والركوع والسجود ، ثم انصرف فنام حتى نفخ ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات ، ست ركعات كل ذلك يستاك ويتوضأ ، ويقرأ هؤلاء الآيات» ثم أوتر بثلاث ، ثم اضطجع فنام حتى نفخ وفي رواية حتى استثقل فرأيته ينفخ فأتاه المؤذن فأذنه بصلاة الصبح ، فقام فصلى ركعتين خفيفتين ولم يتوضأ ، ثم خرج إلى الصلاة وهو يقول وفي رواية : لما قضى صلاته سمعته يقول وكان يقول في صلاته أو دعائه وفي رواية وجعل يقول في صلاته أو سجوده ، انتهى .
وفي لفظ الشعبي : عبد الله بن عمر ، عن صلاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالا : ثلاث عشرة ، منها ثمان ، ويوتر بثلاث وركعتين بعد الفجر وعبد الله بن عباس . سألت
وفي رواية فدعا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليلتئذ تسع عشرة كلمة قال سلمة : حدثنيها كريب فحفظت منه اثنتي عشرة كلمة ونسيت ما بقي ، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «اللهم اجعل لي في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وفي لساني نورا ، وفي عصبي نورا ، وفي لحمي نورا وفي بدني نورا ، وفي شعري نورا ، وفي بشري نورا ، وفي نفسي نورا ، وعن يميني نورا ، وعن يساري نورا ، وفوقي نورا ، وتحتي نورا ، وأمامي نورا ، وخلفي نورا ، واجعل لي نورا» وفي لفظ : «واجعل لي يوم القيامة نورا» وفي لفظ : «واجعل في نفسي نورا ، وأعظم لي نورا» .
حديث روى عائشة : في الأوسط من طريق الطبراني عن ابن لهيعة رضي الله تعالى عنها- قالت : عائشة- ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار فيقرأ حتى يبلغ إنك لا تخلف الميعاد ثم يتوضأ ثم يقوم فيصلي ركعتين ، يطيل فيهما القراءة ، والركوع ، والسجود ، ويكثر فيهما الدعاء حتى أني لأرقد ثم أستيقظ ثم ينصرف فيضطجع ، فيغفي ، ثم ينصرف فيتكلم بمثل ما تكلم في الأولى ، ثم يقوم فيركع ركعتين هما أطول من الأوليين ، وهو فيهما أشد تضرعا واستغفارا حتى أقول : هل هو منصرف ؟ ويكون ذلك إلى آخر الليل ، ثم ينصرف فيغفي قليلا فأقول هذا أغفى أم لا حتى يأتيه المؤذن فيقول مثل ما قال في الأول ثم يجلس فيدعو بالسواك فيستن ثم يتوضأ ثم يركع ركعتين خفيفتين ثم يخرج إلى الصلاة ، فكانت صلاته هذه ثلاث عشرة ركعة» . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي العتمة ثم يصلي في المسجد قبل أن يرجع إلى بيته سبع ركعات يسلم في الأربع في كل ثنتين ، ويوتر بثلاث ، يتشهد في من الوتر تشهده في التسليم ، ويوتر بالمعوذات ، فإذا رجع إلى بيته ، ركع ركعتين ، ويرقد ، فإذا انتبه من نومه قال : «الحمد لله الذي أنامني في عافية ، وأيقظني في عافية» ، ثم يرفع رأسه إلى السماء [ ص: 294 ] فيتفكر ، ثم يقول :
وروى عنها- قالت : مسلم . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس إلا في آخرها»
وروى عنها- قالت : البخاري . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوتر بالليل ثلاث عشرة ركعة ، ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين»
الثامنة : ست عشرة ركعة :
روى الإمام برجال ثقات عن أحمد ، رضي الله تعالى عنه- «قال : علي- . كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل ست عشرة ركعة سوى المكتوبة»
التاسعة : سبع عشرة ركعة .
روى أبو الحسن بن الضحاك عن طاوس مرسلا «قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل سبع عشرة ركعة» .