وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس هذه تسلية للنبيء صلى الله عليه وسلم على حزنه من تكذيب قومه إياه ، ومن إمهال عتاة أعداء الدين الذين فتنوا المؤمنين ، فذكره الله بوعده نصره .
وقد أومأ جعل المسند إليه لفظ الرب مضافا إلى ضمير الرسول أن هذا القول مسوق مساق ، وأنه بمحل عناية الله به إذ هو ربه ، وهو ناصره ، قال تعالى التكرمة للنبيء وتصبيره واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا .
فجملة وإذ قلنا لك إلخ يجوز أن تكون معطوفة على جملة وما منعنا أن نرسل بالآيات ويجوز أن تكون معترضة .
و ( إذ ) متعلقة بفعل محذوف ، أي اذكر إذ قلنا لك كلاما هو وعد بالصبر ، أي اذكر لهم ذلك ، وأعده على أسماعهم ، أو هو فعل اذكر [ ص: 146 ] على أنه مشتق من الذكر بضم الذال ، وهو إعادة الخبر إلى القوة العقلية الذاكرة .
والإحاطة لما عدي فعلها هنا إلى ذات الناس لا إلى حال من أحوالهم تعين أنها مستعملة في معنى الغلبة ، كما في قوله تعالى وظنوا أنهم أحيط بهم في سورة يونس ، وعبر بصيغة المضي للتنبيه على تحقيق وقوع إحاطة الله بالناس في المستقبل القريب ، ولعل هذا إشارة إلى قوله تعالى أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها .
والمعنى : فلا تحزن لافترائهم وتطاولهم فسننتقم منهم .