الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتلقَّى اللوم من أمي وإخوتي على تربيتهم!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

عندي الكثير من الدراسة، ومشكلتي هي في أسرتي أبي وأمي؛ حيث إنهما لا يقومان بدور التوجيه والتربية على الإطلاق لإخواني، وعندما أنظر لإخوتي وهم يرتكبون تصرفات سيئة يكذبون، أو لا يصلون، أو يسيؤون الأدب مع أبي وأمي أنفسهم أغضب كثيرًا ثم أترك دراستي، وألتفت إليهم لأعاقبهم على أخطائهم المتكررة التي لا يحاسبهم عليها أبي وأمي، وأكثر ما يقهرني أنني عندما آتي لتوجيههم ومعاقبتهم على ما فعلوا أتلقى اللوم والكره من بعضهم، وتشاجرت عدة مرات مع أمي بسبب ذلك الأمر، على الرغم أنني في فترة سابقة كانوا يسمعون كلامي، وأخلاقهم عالية، ويحفظون القرآن، والأمور جيدة، ولكن بعد فترة انشغلت عنهم بالدراسة، ولم يتابعهم أحد من ناحية التربية الدينية، فتراجع مستواهم للأخير.

المهم أنني عندما أبذل وقتي وأنا أنصحهم وأوجههم بكل الطرق والوسائل أكون في نظر أمي وفي نظر بعضهم أني أنا المخطئ، ثم تقول لي لا تقس عليهم لكي لا يكرهوك، وغيّر أسلوبك، والقضية أنني فعلا غيرت أسلوبي، وأعاملهم بكل محبة، وبكل أسلوب جيد، لكن على الرغم من ذلك يقولون لا تقس عليهم لكي لا يكرهوك.

أنا أقول في نفسي فرضًا إن أسلوبي قاس -وهذا ليس صحيحًا-، فأن يكون هناك أسلوب يوجه الأولاد خير من ألا يكون هناك أي أسلوب، يعني أنا لا أعرف ماذا أفعل! أضيع وقتي، وأحاول نصحهم ومعاقبتهم أحيانًا، ثم تأتي أمي وتزيل العقاب، فيظن إخوتي أنهم على حق ويكرهوني.

ماذا أفعل؟ هل أقول لهم لم يعد لي علاقة بالتوجيه والتربية، وأنتم ربوهم على طريقتكم؟ وهل هي مسؤولية الأب والأم، أم علي واجب في الإسلام أن أقوم بذلك؟ وماذا أفعل إن لم يُطيعوني على الرغم من انشغالي؟ وأنا آسف على الإطالة، لكن الأمر يزعجني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الكريم، ونعبِّر لك عن سعادتنا بهذه الاستشارة وبهذا الهم وبهذا الحرص على صلاح إخوانك الصغار، وهكذا ينبغي أن يكون من تعلَّم من أبنائنا الفضلاء، وأرجو ألا تتخل عن هذا الدور العظيم، وفي هذه الحال إذا كان دور الوالدة سالباً أو فيه نوع من التشجيع، نتمنى أن يكون التوجيه بعيدًا عن الوالدة، ونتمنى أن تحسِّن علاقتك مع إخوانك الصغار، وتقدم لهم الخدمات، وتأتي لهم بما تستطيع من الأشياء التي تسرهم، حتى ولو كانوا صغارًا -حلوى أو مثلها-، ثم بعد ذلك يكون التوجيه.

وحاول دائمًا أيضًا أن تقترب من الوالدة، ولا تجعلهم يكونوا أقرب منك للوالدة –وللوالدين–، وبيِّن لهم أنهم لم يُقصِّروا، ولكن من مصلحة هؤلاء أن يفعلوا كذا وكذا، واختر الأوقات المناسبة للتوجيه، وحاول أن تشغلهم بالخير، وحاول أن تعمل لهم برنامجًا قبل أن ينشغلوا بالباطل وبالأمور التي لا تُرضي الله تبارك وتعالى.

نحن قطعًا نرفض فكرة التخلي عن المسؤولية؛ لأنه إذا لم يقم الوالد والوالدة بواجبهم فالدور المنتظر منك، أنت من تعلمت، وأنت -ولله الحمد- تحمل هذه الروح، فواصل هذا المشوار المبارك، ولا يكن ما تسمعه من الوالدة سببا في التوقف، ولكن حاول أن تُحيِّد الوالدة، وأن تُحيِّد الوالد، أن يكونوا بالحياد، واجعل الأمر بينك وبينهم، وتعامل مع الوضع بهدوء، وتعامل مع إخوانك وأخواتك على انفراد بالنصح والإرشاد وإظهار الشفقة عليهم، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك ولهم التوفيق والسداد، ونحن نفخر بوجود أمثالك في بيوتنا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يعينك على كل أمرٍ يُرضيه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً