الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من خجلي الشديد وقلة ثقتي وأصبح جريئة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بنت عمري 16 سنة، لا أثق في نفسي نهائيا، ودائما عندما أتحدث مع شخص تضايقني أجوبتي له، لا يقنعني ما أقول ولا يعجبني شيء أفعله، ولا أحب أن أذهب إلى الأماكن العامة والأفراح خاصة، لأني أشعر بالخجل، وعندما يأتينا ضيوف لا أدخل عليهم ولا أسلم عليهم، تعبت من شخصيتي كثيرا، أريد أن أتعلم كيف أتحدث مع الناس؟ وكيف أصبح جريئة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في موقع الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تعانين منه -ابنتنا العزيزة- ربما يكون من ضمن أعراض الرهاب الاجتماعي، وقد يكون سببه أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي تعرضت له منذ الطفولة، أو بسبب موقف معين ارتبط بذلك، فلا بد أن تعلمي أن الله تبارك وتعالى خلقك في أحسن تقويم، واحمدي الله على نعمة العقل، فهي أعظم النعم، لذلك لماذا الخوف؟ ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك؟ فكل الناس لها محاسن ولها عيوب والكمال لله وحده، فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر، لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك والتقييم المتضخم للآخرين، فحاولي تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغيري المقياس أو المعيار الذي تقيمين به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة، فتقوى الله عزّ وجلّ هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات.

لذلك نقول لك -ابنتنا العزيزة- مشكلة تجنب الآخرين وعدم الاحتكاك بهم لا بد من التفكير في حلها بالطرق الواقعية، وأولها المواجهة وعدم الانسحاب والتعذر بأسباب واهية، فحاولي رفع شعار مفاده التحدي والمواجهة، ولا تستسلمي للعزلة والوحدة، فكوني مؤثرة لا متأثرة بالآخرين ما دامت لديك صفات وخصال أنت راضية عنها وتفتخرين بها، وللمحافظة على العلاقة مع الآخرين نرشدك للآتي:

1- اسعي في مرضاة الله، فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.
2- كوني نموذجاً في الأخلاق واحترام قيم وآراء الآخرين.
3- أفشي السلام على من تعرفين ومن لا تعرفين، وساعدي من يطلب منك المساعدة، وأعرضي مساعدتك على من يحتاج للمساعدة.
4- قدمي الهدايا لمن حولك حتى ولو كانت رمزية، فإنها تححب فيك الناس، وازهدي فيما عندهم.
5- بادري بمواصلة الآخرين في مناسباتهم الاجتماعية، وشاركيهم في مناسباتهم السارة وغير السارة، ولا تنسحبي بل واجهي مثل هذه المواقف ولو بالتدريج.
6- أحسني الظن دائماَ في الآخرين إلى أن يتبين لك العكس.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر كريمة

    المشاركة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً