الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي يهملني وأشعر أني أستحق معاملة أفضل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لا أدري من أين أبدأ ولا من أين أنتهي! أنا فتاة أبلغ من العمر 30 سنة، مخطوبة وعقدت قراني بشاب أكبر مني بست سنوات، جامعي وموظف ويسكن وحده منذ 8 سنوات بمدينة بعيدا عن مدينة أهله بحكم الرزق، على قدر من الدين والخلق، عانيت الكثير مع أهلي لكي أتمكن من الارتباط، أهلي مترددون وغير قادرين على اتخاذ القرار، ومحافظون ومتشددون، هم جزء من مشكلتي، ولكن مشكلتي الكبرى هي خطيبي الذي هو في عداد زوجي.

سافرت إلى بلدي في الصيف حيث تمت الخطوبة وعقد القران، واستخرت كثيرا قبل أن أقول كلمة نعم لهذا الزواج، في البداية كانت علاقتنا جيدة نوعا ما، يأتي لزيارتنا ويأتي لي بالهدايا، ويوجد اتصال هاتفي بيننا، وبعد سفري إلى الخليج -حيث أسكن وأعمل- خف الاتصال، ولكن كان هناك اتصال خفيف بحكم ظروفي وظروفه، وبعد فترة أتى إلى الخليج ليبحث عن وظيفة، وفي البداية كان هناك تواصل وزيارات، وبعدها انقطعت مما سبب لي الإزعاج والقلق، صارحته وتناقشنا أكثر من مرة عن عدم الاهتمام أو حتى التواصل بالهاتف، وجوابه يكون أن ظروفه صعبة مع عدم معرفته بالبلد.

أخرج معه مع أحد من أهلي ويكون هذا نادرا، عمل بوظيفة مؤقتة 3 أشهر والدي سعى بها، وأصبحت لديه إقامة عن طريق صديق أخي، ووالدي تكفل بدفع مصاريف الإقامة بحكم أنه ليس لديه المال الكافي، مما أزم العلاقة أكثر بيني وبينه، كلما أتصل به لا يرد، وإذا رد يكون كلامه صارما جافا، وكل ما يحصل بيننا شجار، ويهددنني بأن يتزوج علي!

يأتي لزيارتنا ليجلس مع أهلي، وأسمع بأنه خرج مع فلان أو فلان، داخليا أحترق عندما يجد نفسه أفلس فيطلب مني وأعطيه المال، تصرفاته تضايقني وأحس بأني مستغلة، ولكنه محبوب من أهلي وكل من يتعامل معه، لا أرى بأنه شخص سيء لكني أرى بأني أستحق معاملة أفضل، لا أدري ماذا أفعل، أريد إصلاح العلاقة بيننا، مع العلم بأني عصبية جدا وهو أيضا عصبي جدا.

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك التواصل والاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال وأن يحقق في طاعته الآمال.

ليس هناك داع للانزعاج طالما كان الرجل صاحب دين، ومحبوبا عند أسرتك وأهلك، والوالد يشكر على خدماته ومساعدته للشاب، وكنا نتمنى أن نعرف ردوده التفصيلية على ضعف التواصل، فبعض الناس لا يستطيع الاندماج في مثل هذه البرامج التواصلية خاصة في أوساط المتدينين، ومن هنا فالمسألة قد تحتاج لبعض الوقت، والحياة بين الأزواج لا بد أن تمر بمراحل حتى يحصل الاندماج، فالتعارف وفهم النفسيات والتأقلم، وتقديم التنازلات والتعاون، ثم التآلف والتوافق والصداقة والانسجام.

ونحن ننصحكم بالتركيز على الإيجابيات، وترك اللوم والعتاب، وتقدير الظروف والتماس الأعذار، كلها أمور مطلوبة، والبعيد والغائب عذره معه، والزوج لا يظهر على حقيقته إلا بعد اكتمال المراسيم وانتقال الزوجة إلى بيت الزوجية، أما ما قبل هذا فإن المشاغل والمسؤوليات تكون حاضرة، وقد يتقدم العقل وتتأخر العواطف، ورغم أنكم لم تقصروا معه إلا أن الهموم لها آثار على أداء أي رجل، ومثلك يعذر، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير.

وسوف نسعد بدوام تواصلك مع الموقع، ونكرر الترحيب بك، ونتمنى تشجيعه على التواصل ليقف على التوجيهات من المختصين، والرجل يأخذ أحسن وأسرع عندما يوجهه رجل.

وفقكم الله وسدد خطانا وخطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً