الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقيم مع أهلي بسبب مشاكل زوجية وبناتي غاضباتٌ مني!!

السؤال

السلام عليكم..

جزاكم الله خيرا، ونفع بكم، لقد أرسلت لكم في استشارة سابقة بشأن مشكلة بيني وبين زوجي، ووجودي في منزل أهلي، والآن بناتي عند والدهم، وأشعر عندما أحدثهم ويزوروني في نهاية الأسبوع أنهم غاضبون مني، ويلومونني في ما حدث، خاصة ابنتي الكبرى (13) سنة، فإنها تردد على مسامعي كثيرا (أنت لن تعودي) بلوم وحزن، ولا أعرف بماذا أجيبها! وأكتفي بأن أقول لها: ادعي بأن الله يصلح الحال بيني وبين والدك، فنحنُ الكبار تحصل بيننا مشادات مثلما تحصل بينك وبين أختك، ومهما طال الوقت أو قصر فسوف نتفاهم ويزول الخلاف.

أرشدوني -نفع الله بكم- كيف أتصرف معها ومع أختها في هذه الفترةِ الحرجة؟ حيث إني على اتصال بهم يومياً لأطمئنَّ عليهم، وأسأل عنهم، وكذلك يأتون هم لزيارتي في عطلة الأسبوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك وبابنتك في الموقع، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يلم الشمل، ونشكر لك التواصل المستمر مع موقعك، والاهتمام الرائع بأطفالك، ونسأل الله لنا ولكم ولهم التوفيق والسداد.

ما حصل من ابنتك طبيعي، والمتضرر الأكبر من الطلاق هم الأطفال، وخاصة البنات، ومن هنا فنحن ندعوك إلى أن تكوني مرنة ومواتية متى ما رغب في العودة، والطلاق قد لا يكون حلا، خاصة في وجود أطفال، والحياة الزوجية شركة لا تقبل القسمة على اثنين، فالمشاعر لا تنقسم، وتذكروا الأيام الجميلة، واعلموا أن خير الأزواج خيرهم لصاحبه، وخير المتهاجرين من يبدأ بالسلام.

ونتمنى أن تحرضي البنات على طاعة والدهم، والتقرب منه، ومعرفة قدره، ولا تذكريه أمامهم إلا بالخير، حتى لو ذكرك بغير ذلك، واعلمي أن هذه الروح مهمة لصلاح الأبناء، وهي بوادر خير وحسن نية، وهنيئا لمن تفعل الخير وتلقى الله بقلب سليم.

سعدنا بإجابتك لابنتك، مع ضرورة أن تشعريهم أنك قريبة منهن، وأنك لن تتخلي عن بناتك وأسرتك، وأن الله هو الحافظ، وهو فوق الجميع سبحانه، يقدر الخير، ويعطي الخير.

ومن المهم التماسك، وعدم إظهار الضيق أو الانزعاج عندما تعاتبك ابنتك الكبيرة، ولا تستغربي كلامها، لأن البنت في هذه المرحلة غالبا ما تقترب من والدها، وإذا وجد ولد في مثل هذه السن؛ فغالبا ما يكون ميله إلى الأم.

نسعد بالتواصل والتوضيح، ونشجع أي بادرة للصلح وحسن النية، ونتمنى أن نتابع ردود الأفعال والمبادرات، وثقي بأن المعاناة مشتركة، فالزوج لا يسعد إلا مع زوجته، وهي كذلك، وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.

هذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكن التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً