الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من فقدان الشهية وعدة أعراض مصاحبة له.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، منذ سنتين تقريباً وأنا أعاني من الدوخة، والخمول، والتعب، ووجع الأطراف، وبرودة القدمين، وأشعر بانتفاخ في بطني، وشعور بعدم الراحة، هذه الأعراض مجتمعة كانت تلازمني كثيراً في وقت الامتحانات، وتعود لي بين فترة وأخرى.

ذهبت لعدة أطباء مختصين، وأجمع الأطباء بأنني سليمة، وقال لي طبيب الباطنية، إنني أعاني من القولون العصبي، حيث إنني أشعر بحرقة، وحموضة في أغلب الأوقات، وسرعة نبضات القلب، ويرتفع الضغط أحياناً، وأحس بثقل في الرأس.

ذهبت أيضاً إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة، قال أنني أعاني من التهاب الجيوب الأنفية، فأنفي مسدود، وينزل منه سائل للفم، أعطاني الطبيب دواء وتحسنت قليلاً.

هذه الأعراض تعود كل فترة، وتزداد الحالة إذا أردت الخروج، أو الذهاب إلى مكان خارج المنزل، حيث تزداد الأعراض كثيراً، لدرجة إلغاء فكر الخروج من المنزل، خُطبت منذ فترة، كنت أرتبك كثيراً عندما يريد خطيبي المجيء لبيتنا، أو عندما نخرج معاً، خارج البيت تزداد أعراض الدوخة، والتعب، والأوجاع، ليس لي متعة في شيء، وأخاف كثيراً، في حالة قلق دائمة، أفكر إنني عندما أخرج من المنزل، سوف أدوخ ويغمى علي، دائمًا أتصور نفسي في المستشفى.

ملاحظة: أنا أتناول حبوب (دكسون) منذ عدة أشهر للتسمين، ومؤخراً قمت باستخدامه بطريقة غير منتظمة، ففي بعض الأحيان أتناول حبة واحدة، وأحياناً نصف حبة، وأحياناً أتناولها بين يوم وآخر، أرجو مساعدتي فنفسيتي متعبة، فأنا أدوخ وأتعب، وتزداد ضربات القلب، ووجع بالأطراف، من أقل مجهود أقوم به، فأذهب للنوم والاستلقاء، وأنا أشعر بالخوف والقلق، وأشعر بالنفور من خطيبي؛ بسبب الدوخة، وهي ليست دوار بل شعور بعدم الارتياح.

أعطاني طبيب الأذن والأنف والحنجرة حبوب (amitriptyline)، لمدة شهر مع إبر مقوية، فهل أعيد استعمال هذا الدواء؟ وهل أخذ دواء (azithromycin 500) وكم مرة اخذ من هذا الدواء وهو فقط ثلاث حبات، أرجو مساعدتي، فالدوخة تلازمني أكثر الوقت، أشعر بالتعب الشديد، وترتفع درجة حرارتي بين فترة وأخرى، وأشعر بثقل في العينين، وضيق في الصدر، مع رجفة أحياناً، أجريت عدة فحوصات للرأس والدم، وكانت النتائج سليمة.

بالنسبة لعلاج (دكسون)، أريد التوقف عنه، وأخاف من الأعراض الجانبية، فكيف أتوقف عن استعماله؟ وما هو أفضل دواء للتسمين؟ وبدون أضرار جانبية.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ alii حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شفاك الله ورعاك يا ابنتي، والأعراض كثيرة ومتداخلة، ولكنها تصب جميعاً في خانة واحدة، فهناك نحافة وفقر دم، وشعور بالخوف والقلق، وخفقان في القلب، وهي أعراض متعلقة بمرض يسمى: فقدان الشهية العصبي، وهذا المرض يؤدي إلى فقر الدم الذي ينشأ عن سوء التغذية، وهذه تؤدي إلى النحافة، والهزال، والضعف العام، ونقص كثير من الفيتامينات والأملاح.

فقدان الشهية العصبي يسمى (Anorexia nervosa)، ويتصف بالاضطراب في الأكل، والانخفاض الشديد في وزن الجسم، مع الخوف من زيادة الوزن، ويعرف عن المصابين بهذا المرض أنهم يتحكمون بأوزانهم في بداية الأمر، عن طريق تجويع أنفسهم، ثم تتطور الحالة إلى حالة من التوتر والقلق، وزيادة نبض القلب، ومن أعراض مرضAnorexia) (nervosa، الخوف الشديد من اكتساب الوزن أو السمنة، على الرغم من النقص في الوزن، ووجود حالة من الأنيميا، ونقص الحديد في الدم، التي تؤدي إلى الشعور بالكسل، والصداع، والخفقان، وضيق التنفس، وتساقط الشعر، والجفاف.

ومن أهم أسباب مشاكل المعدة، وعلى رأسها الحموضة والارتجاع، هي جرثومة تصيب المعدة، تسمى (H9-Pylori)، أو جرثومة (هيليكوباكتر)، ويتم عمل تحليل لها في البراز، وعندما تكون النتيجة إيجابية، هناك علاج يسمى العلاج الثلاثي، وهو عبارة عن ثلاث أدوية تؤخذ لمدة 10 إلى 15 يوم، وتعطي هذه الأدوية نتائج طيبة بعد انتهاء الجرعات، وتختفي الأعراض بعد نهاية العلاج - إن شاء الله تعالى -، والعلاج هو (klacid (500 mg، مرتين في اليوم و (amoxicillin 500 mg)، مرتين يومياً، و( flagyl 500 mg)، ثلاث مرات يوميًا، بالإضافة إلى حبوب (Pantozol 40 mg)، وهو دواء جيد يؤخذ قرص واحد على الريق صباحًا، وفي نهاية الجرعات سوف تتحسن الحالة - إن شاء الله -.

وهذا العلاج سوف يغنيك عن تناول كبسولات (azithromycin 500) لعلاج التهاب الجيوب الأنفية؛ لأن به ثلاث مضادات حيوية، وليس واحداً، وذلك لعلاج جرثومة المعدة، وعلاج الجيوب الأنفية في نفس الوقت، أما دواء (amitriptyline)، فهناك بدائل كثيرة أفضل منه، ولكن عليك زيارة طبيب نفسي للوقوف على الحالة وتشخيصها، وعمل جلسات تحليل نفسي لإخراج ما بداخلها من توتر وقلق، ولفهم طبيعة المرض، كل ذلك يساعد كثيراً على الشفاء - إن شاء الله -، والعلاج هو أسهل ما في الموضوع.

ودواء Prozac 20 mg)) المضاد للاكتئاب، من أفضل الأدوية لعلاج فقدان الشهية العصبي، وحالة الاكتئاب المصاحبة له، وعليك الاستمرار عليه لمدة ستة شهور، وهذا سوف يؤدي - إن شاء الله -، إلى تحسن الشهية، بالإضافة إلى تناول وجبات خفيفة، ومتكررة، ومليئة بالسعرات الحرارية حتى يزيد الوزن، ويمكنك تناول حبوب صداع عند الضرورة، وتناول كبسولات (اوميجا3)، (ورويال جلي)، لتقوية الدم - إن شاء الله -.

وهناك الكثير من الأطعمة تحتوي على فواتح شهية بطبيعتها، مثل: المخللات، والسلطات، والمشويات، ويمكن لك تعويض عدم الرغبة في الأكل عن طريق أكل وجبات خفيفة ومتكررة، وتحتوي على بعض الفطائر والمعجنات، والتمر، والعجوة، مع زيت الزيتون، وبعض المشروبات التي تحتوي على الحلبة، والسمسم، والمكسرات، وهي أطعمة تفتح الشهية، وتحتوي على سعرات حرارية عالية، كذلك فإن ثمار التين الطازج أو المجفف تحتوي على كثير من الفيتامينات والسعرات الحرارية، وتفيد في زيادة الوزن، وبالتالي يتحسن الوزن - إن شاء الله -، ويمكنك تناول مقويات للدم، للتغلب على حالة الضعف العام، وعدم التركيز، وسوف تتحسن حالتك الصحية - إن شاء الله -.

والخميرة تحتوي على فيتامين (ب) المركب، وعلى بعض البروتين والخمائر، وهي تفيد في فتح الشهية، وتحسن الهضم، وزيادة الوزن، إذا تم تناولها في صورة حبوب أو خميرة جافة مع الزبادي، وحتى العصائر مع المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد، من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، خصوصًا المشي، والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عمان اكس

    الله يعافيج

  • الأردن عماد

    الله يشفي كل مريض

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً