الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منذ سنة وأنا أحب شابا عن بعد وأريده زوجا لي، كيف السبيل إلى ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 23 سنة، أعاني ضعفا في السمع، والحمد لله تخرجت من الجامعة لكن للأسف لم يتيسر لي العمل إلى الآن، وبناء على ذلك قررت إكمال دراستي الجامعية، أنا الآن أدرس ماجستير، أعاني بشدة من عدم رغبتي في الدراسة، لم يتبق إلا أسبوع على امتحاناتي النهائية وأحاول أن أدرس لكن عقلي مشتت.

يوجد شاب يعمل في الجامعة يكبرني في العمر، لم يكن يهمني ولكن لأنني أدرس في الجامعة وهو يعمل فيها أصبحت أراه، وكل مرة أراه فيها أتعلق به أكثر، أتمنى أن يكون من نصيبي -يا رب-، فأنا أيضا لي حق بأن تكون لدي عائلة.

لم يتقدم لي أحد إلى الآن، ولا أتمنى سوى أن يكون زوجي هذا الشاب، لم أتحدث إلى شبان أبدا، والحمد لله فأنا ملتزمة، لكن هذا الشاب وقع قلبي بحبه، أصبح يشغل عقلي ولا أفكر إلا في مستقبلي معه، أتمنى من الله أن يفرح قلبي ويجعله من نصيبي.

أريد حلا، كيف أخفف من التفكير فيه؟ فأنا أخاف أن يكون لا يحبني، هو على علم بي، وفي مرة من المرات ذهبت إلى الجامعة ورأيته صدفة فارتعش قلبي من مجرد وقوفه، وتفاجأت بأنه وقف أمام مكان محاضرتي، لا أخفيكم أن السعادة كانت تغمرني، لكنه لم يعد هذه الفعلة، نادرا ما أراه وأتحاشاه، ولكنني كأي فتاة لي أخطاء، فأصبحت عند ذهابي إلى الجامعة أراقب هل هو موجود أم لا؟ وأبقى على إطلاع على صفحته الشخصية دائما، أنا لست على قدر عال من الجمال، ولكني جميلة وقصيرة وسمراء، لقد أتعبني تفكيري فادعوا لي.

أريد حلا فأنا منذ سنة على هذه الحالة، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dalal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ويحقق الآمال.

ننصحك بالاهتمام بدراستك، وبكثرة التوجه إلى الله، وإذا كان بالإمكان التعرف على أسرة الشاب لمعرفة أخباره، وذكره بالخير عند محارمه من النساء بعد حصول المعرفة مع محارمه، فهذا جيد، وإذا كان هذا غير ممكن فلا ننصحك بالمضي مع عواطفك؛ لأنه قد يكون مرتبطا وربما لا يبادلك المشاعر، وربما يكون مجرد معجب فقط، ونحن لا نريد لبناتنا أن يتعلقن بشخص ويفكرن فيه دون أن تكون هناك إمكانية لإكمال المشوار.

ونوصيك بأن تعمري قلبك بحب الله، وتنطلقي في جميع محابك من حب الله، فتحبي ما يحبه الله، وتحكمي عواطفك بشرع الله.

ولست أدري هل يمكن لمحارمك من الرجال أن يتعرفوا عليه خلال زيارتهم للجامعة؟ وهل في الجامعة امرأة كبيرة في السن يمكن أن تعرضك عليه على طريقة النساء؟ مثلا: هل تزوجت يا ولدي؟ وقد يرد عليها: وهل عندك لي عروس؟ فتأتيها الفرصة المناسبة، وهذا فن تحسنه النساء، وهو ما فعلته نفيسة عندما عرضت على النبي الزواج، فقال لها: ومن أين لي بالمال؟ فقالت: أفرأيت إن دعيت إلى المال والشرف؟ فقال: من؟ فقالت: خديجة. فوافق ثم رفع الأمر إلى أعمامه، ورفعت هي الأمر إلى أعمامها، وتمت أكرم زيجة وتكون أطهر بيت، ولعلك لاحظت أنه لم يكلمها وإنما رفع الأمر إلى أعمامه ليكون المجيء للبيوت من أبوابها.

ووصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، لقد أسعدنا تواصلك ونفرح بالاستمرار، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والاستقرار.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر عبده جعفرى

    اقدر مشاعر الاخت , لكن الحقيقة ان الحب المطلق لشخص حتى ولو كان هناك اسباب فعلية لهذا الحب ( وهذا لن يكون الا من خلال المعامله والعشرة ) درب من دروب الضلال وطريق من طرائق الشيطان , فكيف اذا كان هذا الحب بدون سبب وهو فى الغالب كذلك , انه جنون والاستمرار فيه ذل , وامتهان للنفس التى كرمها الله واوقف هذه المشاعر عليه وحده ’ فليس لنا الا حب الله فهو وحده الاهل للحب وكل حب عداه هو حب فيهوله وبه .
    هذه هى الحقيقة , وليس ما اقول مجرد كلام سمعته او قرأته , لكن والله على ما اقول شهيد ذلك عن تجرية صعبة وقاسية مررت بها .
    فالحياة منحة من الله لنعبده وحده الا ان نعبد غيره ام نعبد انفسنا , فالله لم يخلقنا ولم يخلق الكون عبثا , كذلك نحن لا يليق بنا مثل هذا العبث الذى يدعى الحب .
    لا يتسع المجال للتفصيل فى المراحل الشعورية والنفسية التى يقاسى منها المحب ولكنها لا تفضى الى خير الا من رحم ربى .
    ولكن انصحك ان تأخذى بنصيحة الاستاذ ولكن قد يكون الامر محرج لك اذا وفقت او لم توفقى , ولكن الصواب ان تأخذى فى التدابير التى تساعدك على نسيانه واولها االا تريه او تتواجدى معه فى نفس المكان ( بمعنى الانتقال الى جامعه اخرى ) .
    ولا تتعلقى بالاوهام وبشيء قد لا يحدث , فانت لك كيان وشخصية ابدعك الخالق فكيف تعتقدين ان الحياه يمكن ان تتوقف على احد ولو كانت لتوقفت على رسول الله (ص) .
    اسف على الاطاله , واسف لو تجاوزت , فانما اردت النصيحة .

  • السعودية نايف

    السلام عليكم الله يعينك صلي باس

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً