الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي تخوف من المستقبل ومن الفشل في المسؤولية الزوجية كيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم
أشكركم جزيل الشكر على كل ما تبذلونه من جهد وإجابات على الكم الهائل من الأسئلة.

أنا مقبل على الزواج -ولله الحمد- إلا أن لدي في بعض المرات التخوف من المستقبل أو الفشل في المسؤولية التي قد تعترضني، خاصة وأني -ولله الحمد- شاب ملتزم وذو أخلاق طيبة بشهادة الجميع، وأشتغل بالتجارة، ودخلي متوسط 3000 درهم بالشهر.

علماً أني أفكر جداً بالاستقرار والسكنى بعيدا عن أهلي، لأني أجد الظروف بين عائلتي صعبة التعايش، وعندي أفكار مختلفة عن كيفية تسيير أمور البيت، وكيفية تربية الأبناء -إن شاء الله تعالى- بحيث أن أمي صعبة جداً، وتتدخل بكل الأمور، وتفرض رأيها، ويجب الأخذ به حتى وإن لم يكن صائباً، وإلا فستخاصم.

أبي متعصب بسبب كبره في السن، ومرضه بالسكر، وأخي مدخن ومن النوع المتعصب المفتعل للمشاكل، ولو بأقل الأشياء، وأختي بالبيت لم تتزوج، وهي الأخيرة بالبيت، ونلبي لها كل ما تحتاجه.

لا مفر من الاستقرار بعيداً عن العائلة حتى أتفادى المشاكل العائلية، وفي نفس الوقت لدي تخوف من عدم مسايرة الحاجيات المادية.

كما أنني أعاني من التعرق باليدين والرجلين بشكل شبه مستمر، خاصة في فصل الصيف، وعندما أقف في موقف محرج، وعندي أيضاً بعض الروائح بالرجلين في حالة لباس الجوارب طول النهار.

بماذا تنصحوني؟ جزاكم الله خيراً، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقك حسن الظن به وصدق التوكل عليه، وأن يُبارك لك وعليك، وأن يجعلك من صالح المؤمنين، وأن يوسِّع رزقك، وأن ييسِّر أمرك، وأن يُعينك على بر والديك، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- أحب أن أبيِّن لك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمرنا أن نُحسن الظن بالله تعالى، لأن الله جل جلاله أخبرنا - كما ورد في الحديث القدسي – بقوله: (أنا عند ظنِّ عبدي بي، فليظن بي ما شاء)، وفي رواية (فلا يظُنَّن عبدي بي إلا خيرًا) فأحسن الظن بالله تعالى، واترك المستقبل لله تعالى وحده.

الذي أطعمك وسقاك وأنت في بطن أُمِّك، لم تملك أي خبرة، ولا تستطيع القيام بأي حركة، ثق وتأكد بأنه لم ولن يتخلى عنك الآن وأنت في هذه السن وترغب في الاستقرار والأمن والأمان.

خذ بالأسباب واجتهد قدر استطاعتك، بكل ما أُوتيت من قوة، ودع النتائج لله الواحد الأحد، لأن الغني هو الذي أغناه الله، والفقير هو الذي أفقره الله، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول لنا: (ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس) فترضى بما قسم الله لك وقدَّره، وبذلك سوف تستريح راحة تامة، ولن تبذل مجهودًا كبيرًا في تحصيل الأرزاق، لأنك تعلم أن ما قدَّره الله لك فهو كائن لا محالة، والله جل جلاله أمرنا أن نتحرَّك، ووعدنا أن يُطعمنا ويسقينا وأن يرزقنا، قال: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه} فأنت مطالب بالحركة والأخذ بالأسباب فقط.

أما قضية الخوف من قلة ذات اليد أو المستقبل أو أن المبلغ الذي يأتيك لا يكفي، هذا لا تفكر فيه مطلقًا، لأن هذا سوء ظنٍّ بالله تعالى.

الله تبارك وتعالى لم ينس الكافر الذي لا يؤمن به، بل الذي يُنكر وجوده، هل تتصور أن ينسى رجلاً يحب الله ورسوله؟ إذًا دعك من هذا التفكير السلبي تمامًا، ولا تشغل بالك به.

قضية إقامتك مع أسرتك: إذا كان ليس لديهم مانع أن تعيش وحدك وهم على الاستعداد بقبول هذه الفكرة، فأرى أن تتوكل على الله، وأن تخرج، شريطة أن تتواصل معهم، وأن تقف معهم في قضاء حوائجهم مهما كان.

أما إذا كان ذلك يصعب عليهم أو كنت أنت الابن الوحيد، أو كنت أنت السند الكبير لهم، فأنصح أن تصبر عليهم، وأن تعلم أن إكرامك لوالديك سيترتَّب عليه رضى الله تبارك وتعالى عنك، ويترتَّب عليه بركة في أهلك ومالك وولدك، وستكون من أسعد أهل الأرض، تكفيك دعوة من أُمِّك عند رضاها، أو دعوة من أبيك عند رضاه، تجعلك من أسعد أهل الأرض بل ومن أغنى أهل الدنيا كلها.

فإذا أقول هذا الأمر – موضوع ترك العيش مع الأسرة – يحتاج إلى قرار من الأسرة، فإذا وافقوا على خروجك فلا مانع، وإذا لم يُوافقوا فأرى أن تصبر عليهم، وأن تعتبر أن هذه عبادة من العبادات تؤديها، وأجرك عند الله تبارك وتعالى كاملاً غير منقوص.

نسأل الله أن يتقبل منا ومنك، وأن يجعلنا وإياك من صالح المؤمنين.
______________________________________

انتهت إجابة الشيخ / موافي عزب. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
وتليها إجابة د. سالم عبد الرحمن الهرموزي. استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية


فيما يخص موضوع التعرق فله أسبابه، وهناك عدة أنواع من فرط التعرق:

- فرط التعرق الأولي: يكون فرط التعرق دون وجود سبب واضح، وغالبا يكون في جزء من الجسم وليس الجسم بأكمله، فيكون في راحة اليد، الوجه، الإبط، باطن القدم.

- فرط التعرق الثانوي: يكون فرط التعرق بسبب معروف, وغالبا يصيب الجسم بأكمله، والأسباب التي تؤدي إلى فرط التعرق الثانوي هي:

السكر، والسمنة، والاضطرابات النفسية، والاضطرابات الهرمونية: كارتفاع هرمون الغدة الدرقية.

كما أن بعض الأدوية يكون لها تأثير على زيادة إفراز العرق، ويكون العلاج في هذا النوع من فرط التعرق عن طريق معرفة السبب وعلاجه، فلابد من عمل بعض التحاليل مثل نسبة السكر في الدم، ونسبة إفرازات الغدة الدرقية، ولأنه مع التعرق أيضاً في فترات الحر والرطوبة فإن الجراثيم في تلك المناطق تولد أحياناً رائحة غير مقبولة في وجود التعرق، نتيجة لتحلل مادة العرق.

من الأدوية التي تستخدم في هذا المجال محلول كلوريد الألومنيوم، وهو متوفر في الصيدليات، ويستخدم لتقليل إفرازات الغدد العرقية، وليس له مضار جانبية على المدى البعيد، وكلوريد الألومنيوم لا يستخدم بصفة مستمرة، ولكن يجب التوقف عن الاستعمال بين كل فترة وأخرى، خاصة في الأوقات التي يتوقف فيها إفراز العرق.

هناك علاج فعال وواعد إذا لم يكن هناك سبب مرضي يمنع ذلك بعد عمل التحاليل فإن العلاج بالحقن الموضعي البوتكس (Botox) قد يوفي بالغرض، ويعتبر هذا العلاج من العلاجات الناجحة والآمنة في علاج حالات زيادة التعرق في الإبطين وراحة اليدين، وباطن القدمين، وتدوم فاعليته أكثر من 6 أشهر، ويتم في عيادات الأمراض الجلدية أو عند أطباء جراحة التجميل.

حفظك الله من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً