الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم الاستقرار والجبن يتولد لدي، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 28 سنة، أعمل، حالتي النفسية تتلخص في أني عند التفكير في مشكلة سوف تحصل لي، أو ربما أقلق كثيراً وأفكر بها إلى درجة الوسواس.

أنا غير مستقر، كذلك الجبن يتولد عندي حينها، ماذا أفعل؟ وبماذا تفسر حالتي من قلق ووسواس، وإحساسي بالجبن من قبل أن أواجه المشكلة، لكن كل هذا الأمور لم تظهر للناس كلهم، ومعروفة لدي، والناس في العمل والبيت يعرفوني بأنني عكس ذلك تماماً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك بعض الأشخاص عند مواجهة أي مشكلة لا يواجهونها مباشرة، أو حتى عند التفكير في حدوث مشكلة ما، وتوقع مشكلة ما يبدؤون في القلق والتوتر، والتفكير المتواصل في كيفية حل هذه المشكلة، وماذا سيحصل إذا تصرفنا بتلك الطريقة، ويتخذ هذا القلق نمط تفكيري وسواسي ومتكررة، وعندها يحاولون تجنب المشاكل.

هذا نمط معين من شخصيات معروفة، ولذا استعملت أنت كلمة الجبن، وأنا أفضل (تجنب) وليس (الجبن)، وهنا يكون التجنب عادة للتغلب أو لمحاولة وقف هذا السيل المتكرر من الأفكار القلقي، وفي النهاية يجد الشخص أن أفضل له أن يتجنب المشكلة نهائيًا وبالتالي عدم مواجهة هذا الكم الهائل من القلق والتوتر الملازم لهذه المشكلة.

كما ذكرت فإنها تتم بصورة داخلية محضة، أي يتم كله في داخل الإنسان، ولا يحس به الآخرين، وإذا سألتني عن أسباب هذا؟ ليس هناك سببًا واحدًا، ولكن تلعب التربية دورًا خاصة عند الطفولة، وتلعب المكونات الوراثية أيضًا دورًا في تكوين شخصية المرء، وتحديد أنماط سلوكياته.

هذا النوع من مشاكل الشخصية عادةً لا تُعالج بالأدوية أو بالعقاقير، إنما يكون العلاج علاجًا نفسيًا، بجلسات نفسية، عند معالج نفسي، لمساعدتك في التغلب على هذا النمط من التفكير، وبث جرعات من الجرأة والثقة والإقدام على مواجهة المشاكل بدل الهروب منها، ولذلك أنصحك باللجوء إلى معالج نفسي لمساعدتك.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً