الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرفت على فتاة للزواج ولكنها غير ملتزمة بالدين الإسلامي، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة، وبعد:

أنا شاب مسلم، سني 31 سنة، وأعمل في دولة خليجية، وأرغب في الزواج بزوجة صالحة؛ لكي نبني أسرة صالحة، وحلم حياتي أن يكون لي أولاد صالحون مصلحون، يكونون أسبابا من أسباب التغير في الدنيا.

أنا شاب مذنب، ولكني أحاول الالتزام، وأتمنى أن أكون مسلما جيدا جدا، لقد قمت بالاشتراك في موقع زواج، وقد تعرفت بفتاة فلبينية متحولة إلى الإسلام، ومن خلال تعرفي عليها علمت بأنها متحررة جدا وغير ملتزمة بالدرجة الكافية بالدين الإسلامي، ولكنها تحب الإسلام.

أنا شخص غيور جدا، في بعض الأحيان أعتقد أن هذه العلاقة تبعدني عن الطريق المستقيم، وأنا مستعد للزواج، ولكني لا أعلم هل هذه الفتاة يمكن أن تكون الزوجة الصالحة الذي سوف تعينني على الدين والدنيا؟

هل يصح الزواج مع النية بعدم الإنجاب لمدة كافية لكي أتأكد من أخلاق هذه الفتاة، وأنها يمكن أن تكون الزوجة الصالحة والأم الجيدة لأولادي؟

أريد الزوج بها حيث إني أتوسم فيها صالح الخلق وحسن المعاملة، ولكن أخاف منها التحرر، ولا أعلم هل سوف تتقبل وتلتزم بتعاليم الدين الحنيف؟ وهل الزواج بنية أن يهدي الرجل هذه السيدة خير من حور النعم أو الدنيا وما فيها؟

الرجاء نصحي، ما هو الأفضل؟

جزاك الله عنا خير الجزاء، أفيدوني أفادكم وأثابكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yehia حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونحيي فيك الرغبة في الخير، ونشكر لك الطموح الكبير، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والتيسير.

لا شك المرأة الصالحة هي ركن الأسرة الركين، ووصية رسولنا: (فاظفر بذات الدين) ولا نرى الفتاة المذكورة أهلا لذلك، وقد اتضح لنا -من خلال كلامك- أنك أيضا تحاول الالتزام والتمسك، وإذا كان ذلك كذلك فإننا لا ننصحك بالزواج من الفتاة، وننصحك بربطها بمراكز القرآن النسائية؛ حتى تقوم الأخوات بنصحها وتعليمها أمور الدين، فإذا استقامت وأنابت صلحت كأم تخرج قادة صالحين مصلحين.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وابحث عن داعية مصلحة لتكون عونا لك على إخراج ما تتمنى من الصالحين والصالحات.

أما بالنسبة للزواج مع عدم الإنجاب، فلا مانع منه إذا رضيت الزوجة، فقد قال قائل الصحابة: (كنا نعزل والقرآن ينزل) ولكن من الذي يوقف مجيء نسمة خلقها الله، ومن الذي يضمن لك استجابتها لك بعد الزواج، بل من الذي يضمن لك عدم الانجراف معها، فالمرأة عنصر مؤثر جدا، كيف وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أذهب للب الرجل الحليم من إحداكن).

ابحث عن صاحبة الدين، واعلم بأن السلامة لا يعدلها شيء، ولتتعظ بمن ندم بعد أن خرج أولادهم من جنسيات أخرى غير مسلمين، أو عصاة مجرمين ثم يحتمون بالقوانين.

وفقك الله للخير، وسدد خطاك، وقدر لك الخير حيث كان، ثم أرضاك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا Yehia

    جزاك الله خيرا ونفع بعلمكم وتقبل طاعاتكم ورفع قدراكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً