الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وفقني الله إلى حفظ القرآن.. فهل علي التزام زي معين في ملابسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي بلغني حفظ كتابه، وكما يقولون النعمة زائلة، لذا أود العمل به وتطبيقه، فهل يجب على حافظة القرآن لبس العباءة على الرأس والقفاز دوما؟ أي هل ألبسها في حضرة اﻷجانب كاﻷسواق المستشفيات، وغيرها، بينما في زيارة أخوالي وأعمامي فقط ألبس عباءة على الكتف، واسعة سوداء ساترة غير مطرزة؟

لأنني أظهر بعباءة الرأس أكبر من عمري، وأنا حاليا ملتزمة بالحجاب الشرعي في اﻷماكن العامة، وعباءة الكتف الواسعة الفضفاضة في زيارة اﻷقارب، فهل علي إثم؟ أخشى أن يقتدي بي اﻷقارب.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ we jd an حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

نهنئك أولاً بما مَنَّ الله تعالى به عليك من حفظ كتابه، فهذه نعمة جزيلة، ونسأل الله تعالى أن يتولى عونك للعمل بما فيه وتلاوته حقَّ تلاوته، وما سألتِ عنه بشأن لُبس الحجاب فالواجب على المرأة أن تستر محاسنها وزينتها كما أمر الله تعالى بقوله: { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ } الآية.

الحجاب الشرعي يتحقق بكل ساتر لا يدعو إلى الإثارة ولفت الأنظار بزينته وألوانه ونحو ذلك، ولا يكون ضيقًا مُحددًا للجسم ولأعضائه، أو شفَّافًا يشفُّ عمَّا تحته، فإذا حصل هذا فقد أدَّت المرأة القدر الواجب عليها، ولا شك ولا ريب أن أكمل ذلك وأحسنه وأجمله هو لُبس عباءة الرأس والتجلل باللباس الذي يستر جميع البدن، فهذا أبعد عن تفصيل جسم المرأة، ولهذا قال بعض العلماء بوجوبه، امتثالاً لظاهر الآية، وهذا الكلام كله إنما هو عن حجاب المرأة أمام الرجال الأجانب، أما المحارم فيجوز لها أن تكشف أمامهم ما جرتْ العادة بكشفه أثناء الخدمة والحركة في البيت كالرأس والعنق والكف مع شيء من الساعد، ونحو ذلك، وبعض العلماء قد يزيد على هذا شيئًا.

بهذا تعلمين أنه يسعك أن تلبسي عباءة الكتفين أمام محارمك، ولو لم تُغطي رأسك، أما أمام الرجال الأجانب فقد علمتِ ما هو القدر الواجب، وستر الوجه والكفين واجب على المرأة أمام الأجانب في زمن الفتنة إذا خُشيت الفتنة بها أو عليها، وكل عاقلٌ منا يُدرك أن هذا الزمن الذي نحن فيه زمنٌ تكثر فيه الفتن، ويُخاف الافتتان بالمرأة كما يُخاف الفتنة عليها في أحيانٍ كثيرة، ولهذا فالتزامها بتغطية وجهها وكفيها أسلم لدينها وحيائها.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات