الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التخلص من الوساوس وتخيل الحوار مع الشيطان

السؤال

أتاني إبليس يقول: هل الرسول يذنب؟ ثم قرأت أنه يذنب، وطردت وسوسته، ثم جاءني مرة أخرى، هل هو مصر على الصغائر أو مات مصراً عليها، أستغفر الله، والله إن قلبي ليبكي حرقة من هذا السؤال الذي لا أجد له جواباً، وتركته ولكنه ما زال زمناً، لكن ظل يتردد علي حتى أحرق قلبي، فبحثت ثم وجدت أنه حاشاه أن يفعل ذلك فقط لطرد الوسوسة التي أنهكتي وأثقلت علي.
وأقسم بربي أنني أحب رسول الله، ولا أرضى له هذا الوصف، ورغم أنني لم أمتلك الدليل، إلا أنني أؤمن أن هذا الوصف لا يليق بالرسول بتاتا، أحس أنه سب له لم يعجبني، لكن قليل العلم يتسلط عليه إبليس بالترهات والوساوس الغبية الكفرية، وهذا سب للرسول، فهل أنا سابة لرسولي؟ وهل كفرت؟
مللت من الشبهات والأسئلة الوسواسية جدا، وأكاد أحترق، وأعرض عنها وما تزال تأتيني وتذهب، فما إن أجلس وحدي حتى تأتيني، فهل أنا ما زلت مؤمنة؟ وهل أنا عاصية بسماعي لهذه الوساوس؟ والله قلبي يحترق عندما يسألني، ومع ذلك لا زالت نفسي تشكك بي، حسبي الله عليها، فهل يضرني هذا؟
أريد أن أستغل رمضان بالطاعات، ولا أريد أن يخرب علي الذهاب إلى المسجد، ويأتي إلي يقول: تصلي ولا تدري هل هي مسلمة أو كافرة، وأعلم أنها نفسي الخبيثة، لأن الشيطان زرع فيها هذا الخبث، وما زالت ترد علي من الكلام ما يشيب الرأس منه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من الواضح لنا من أسئلتك السابقة أنك تعانين من الوسوسة، فعليك بالإعراض الكلي عن هذا الأمر، وعدم الالتفات إليه، وأن تطرحي عنك هذه الأوهام والأفكار، وأن تشغلي ذهنك بالتعلم والدعوة إلى الله تعالى والخدمات الاجتماعية، ولا تجعلي للشيطان عليك سبيلاً، ولا تتصوري أنك تتحاورين معه، فإن الوسواس مرض عضال، والتفكير فيه والاسترسال مع الشيطان فيه يزيده تمكينا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني