الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تداخل القرآن مع صوت الأغاني

السؤال

إخواني أرسلت لكم بعضا من هذه الرسالة، وكان ردكم عليّ بأنه يجب ترقيم الأسئلة، وأنا بفضل الله تعالى رقمتها، بل وحذفت منها كلاما كثيرا لكي لا أطيل عليكم، فأتمنى من الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن تجيبوا على الأسئلة هذه المرة.
أنا موسوس ولكن بفضل الله شفيت من الوساوس القهرية التي تتعلق مثلاً بالوضوء والصلاة مع وجود القليل منها والله تعالى أعلى وأعلم، لكن الآن تراودني وساوس فكرية وأيضاً بفضل العلي الكريم شفيت منها أو من بعضها ـ العلم عند رب العالمين ـ والآن إن شاء الله حان وقت توجيه أسئلتي وأنتظر منكم تحليلكم لحالتي هل أيضاً من ظاهر تلك الأسئلة أني ما زلت أعاني من الوساوس أم لا؟
(1) ذكرتم قبل ذلك في فتاوى أنه لا يجوز خلط القرآن بالأغاني وبصراحة أنا في المنزل أترك إذاعة القرآن الكريم مفتوحة، وأحياناً تقوم العائلة بتشغيل التلفاز ويكون صوت الموسيقى فيها ظاهراً، وكذلك في المنطقة تسير مركبات وتشغل الأغاني بصوت عالِ يمكن أن يختلط بصوت تلاوة القرآن، وحينها أقوم وأطفئ الإذاعة مؤقتاً حين ذهاب تلك المركبات ثم أعاود فتح الإذاعة، ولكن أحياناً أجد في ذلك مشقة لأن الأمر يتكرر كثيراً، فما الحكم؟
(2) هل الإنصات إلى سماع القرآن في غير الصلاة واجب؟ وهل إذا سمعت تلاوة لكن تكون بعض الكلمات لم أتمكن من سماعها جيداً فأقوم بالبحث عن الآية لكي أقرأ الآيات بشكل صحيح، وأتمكن من معرفة الكلمة أو بعض الكلمات التي لم أسمعها جيداً من الإذاعة مثلاً هل هذا واجب؟
(3) ما حكم من يتصفح تلك المواقع الإباحية الخبيثة على هاتف مثلاً أو جهاز كومبيوتر وتكون الذاكرة تبع الهاتف أو جهاز الكومبيوتر عليها ملفات إسلامية مثل القرآن الكريم أو صور إسلامية، وأيضاً من خلال التصفح تكون هناك محركات بحث عن ملفات إسلامية؟ وهل هذا يعد والعياذ بالله امتهاناً للقرآن أو بتلك الملفات الإسلامية؟
(4) سبق وعلمت أن الأفضل أن تنزل الآيات القرآنية المعلقة على الجدران لعدم تعريض تلك الآيات من القرآن الكريم للامتهان وتحدثت في هذا الأمر مع أمي وأبي ولكن كان يوجد رفض منهم أن ينزلوا تلك الآيات الكريمة الطاهرة المطهرة المعلقة، والمشكلة أن تلك الآيات معلقة في حجرة يكون فيها التلفاز حيث المسلسلات والموسيقى وما شابه، فما الحكم في ذلك؟
وأيضاً إذا كان الشخص قام بفعل معصية ـ والعياذ بالله ـ في مكان يوجد به مثل ذلك هل هذا يعد والعياذ بالله امتهاناً أو كفراً ـ والعياذ بالله ـ ؟
(5) هل من أقبل ـ والعياذ بالله ـ على معصية وأثناء فعله للمعصية تذكر آيات قرآنية أو أحاديث نبوية فهل إذا استمر في تلك المعصية مع أنه يتذكر أو تعرض في أفكاره آيات قرآنية كريمة أو أحاديث نبوية شريفة, هل هذا يعد أيضاً من صور الامتهان ـ والعياذ بالله ـ ؟
أطلت عليكم ولكن أريد الإجابات عن كل سؤال لأني قسماً بالذي نفسي بيده أحس أن هناك شيئاً ما من الوسواس وهو ما يجعلني أحس أحياناً بالمشقة والله تعالى أعلى وأعلم.
وجزاكم الله كل خير وجعله في ميزان حسناتكم إن شاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تكررت منك أسئلة كثيرة في الوسوسة، ولا خلاص لك إلا بالإعراض عنها.

واعلم أنه لا يجوز تشغيل الموسيقى ولا الاستماع إليها، ولا حرج في تشغيل القرآن في المنزل ما لم يرفع الصوت بحيث يحصل هناك تداخل الذكر والقرآن مع أصوات المعازف؛ لأن ذلك يتنافى مع تعظيم آيات الله تعالى، وقد نص أهل العلم على حرمة رفع الصوت بالقرآن في الأسواق التي ينادى فيها بالبيع، وعللوَّا ذلك أن فيه امتهاناً للقرآن، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 26180، وانظر الفتوى رقم: 93799.

ونكتفي بجواب سؤالك الأول، ونرحب بالباقي في رسالة أخرى، التزامًا بنظام الموقع من أن على السائل الاكتفاء بكتابة سؤال واحد فقط، وأن السؤال المتضمن عدة أسئلة يجاب السائل على الأول منها فحسب.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني