الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحوار بين الإسلام وأهل الكتاب وضوابطه الشرعية

السؤال

السلام عليكم.

ما رأيكم في الحوار الفكري الإسلامي المسيحي؟ وهل من الممكن أن نتحاور مع غيرنا من غير المسلمين؟ في أي شيء ممكن أن نتحاور معهم؟



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة / آمال حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

فإن قضية الحوار بين الأديان من القضايا القديمة التي نشأت منذ صدر الإسلام، إلا أنها تحتاج إلى ضوابط لابد من مراعاتها حتى يتضح الحق للناس ولا يلتبس عليهم، فالمعلوم أن هناك قواسم مشتركة بين جميع الديانات السماوية كالدعوة إلى التوحيد، وتحريم الربا والخمر والزنا وغير ذلك من الكبائر، وفي إشارة إلى ذلك يقول الحق بتارك وتعالى (( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا ))[آل عمران:64]^. ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيم الحدود على اليهود بالمدينة عملاً ًبما في كتبهم من الحدود التي أقرها الإسلام، وقال سبحانه: (( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ))[العنكبوت:46]^.
فهذه النصوص تشير إلى إمكانية الحوار بين الإسلام واليهود والنصارى، شريطة أن يكون ذلك وفق الثوابت التي أقرها الإسلام، مما لم يدخله التحريف في كتبهم، أما ما دخله التحريف وجاءوا به من عند أنفسهم، فنحن لا نعترف به، ولا نقرهم عليه .

فقضية الحوار ذات شقين، ولذلك لا يجوز لأحد من المسلمين أن يتولى ذلك إلا إذا كان عالماً بثوابت الإسلام ومتغيراته حتى لا يعطي الدنية في ديننا، ولا يقرهم على باطلهم تجاه الحق الذي أكرمنا الله به، ونظراً لأن ديننا حق وصدق ولا يخالف العقل، فنحن نرحب بالحوار أياً كان الداعي إليه ليقيننا وقناعتنا بأن الإسلام قادر على رد جميع الشبهات ودحض جميع الأباطيل، فإذا تولى الحوار علماء ثقات يعتزون يدينهم وإسلامهم، فلا مانع من الحوار، وإلا فلا داعي له حتى لا يظهر الإسلام بمظهر الضعف والعجز عن مواجهه تحديات العصر، وأن يكون كالمتهم الذي يدافع عنه.
هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً