الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف من رغبة الوالدين في الدراسة الجامعية في ظل رغبة الولد في العمل

السؤال

أواجه مشكلة مع الوالدين حيث إنهما يريدان مني مواصلة التعليم الجامعي ويرون أهميته، وأنا أرغب في العمل ولدي بعض المشاريع، لكنهما يعارضان ذلك ويقولان: تعلم ثم افعل ما تريد، لكن حقيقة التعليم ليس بتلك البساطه، لا سيما أنه يستغرق خمس سنين، وأنا أرى أنه إذا كان الغرض من الدراسة هو توفير وظيفة مستقبلاً فلماذا لا أعمل مباشرة، خصوصاً مع توفر العمل؟ فكيف أوضح لهم بأسلوب علمي أن الحصول على الشهاده ليس فرضاً على كل أحد حتى في عصرنا الحاضر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / عبد الله حسين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

أخي عبد الله! مرحباً بك في موقعك (استشارات إسلام ويب)، ويسرنا أن تكون صديقا دائماً لنا، ونحن في خدمتك وجميع المسلمين، وأسأله تبارك وتعالى أن يثيبك على الحق، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجعلك من الأبناء البررة بوالديهم، إنه جواد كريم.

أخي عبد الله! كلامك منطقي مائة بالمائة، وأنا معك في أن العمل ما دام متوفراً ومربحاً فلماذا تضيع الأوقات؟ هذا كلام جميل، وأجمل منه طاعتك لوالدي، حيث إن التعليم ليس الهدف منه العمل والوظيفة فقط، بل هناك اعتبارات أخرى كثيرة قد فاتتك، منها مثلاً: تفاخر والديك بك، لديهما خريج جامعي يتباهيان به أمام الناس، ومنها مسألة الزواج، فالناس ينظرون إلى الجامعي على أنه إنسان مثقف واع خلاف غيره مثلاً، وغير ذلك من الفوائد.

لذا أنصحك بطاعة والديك، ولكن اختر كلية سهلة حتى يمكنك أن تجمع بين مشاريعك ودراستك، وهذا حل وسط؛ لأن الشهادات الآن ما أكثرها، وفرص العمل ما أقلها، فأرى أن تجمع بين الحسنيين: طاعة والديك بمواصلة التعليم، واستمرارك في المشاريع، ولو بصورة مخففة، وإذا كنت صاحب عزيمة قوية ستتمكن من الانتهاء من التعليم مع الاحتفاظ بتلك المشاريع التي تحبها، ولا تحرم نفسك من دعوة والديك فقد تكون لك خيراً من الدنيا وما فيها، ولا تنس أن البقرة التي ذبحها قوم موسى في سورة البقرة كانت مملوكة ليتيم أطاع أمه فباعها بوزنها ذهباً، وأصبحت أغلى بقرة في العالم إلى يومك هذا، وأصبح صاحبها من أغنياء العالم في عصره ببركة طاعته لأمه وبره بها، فاسمع نصيحتي وتوكل على الله.

مع تمنياتي لك بالتوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً