الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإجهاض المتكرر بسبب أمراض جهاز المناعة وتجلط الدم.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوج مما يقرب من أربع سنوات من ابنة عمي بعد قصة حب نقية ولم يشاء لنا الله الإنجاب حتى الآن، وقد تعرضت حبيبتي لسلسلة من الإجهاضات بلغت الخمس، ومنها ثلاث عمليات تنظيف، وقد استشرنا خلال هذه الرحلة المؤلمة عدة أطباء، وعملنا كثيراً من التحاليل، وكل دكتور نستمع إليه ونقتنع به وتجهض في النهاية؛ فنتركه لغيره.

ولكني أميل بحسي الذي لم يخيبه الله لآخر طبيب كنا نتابع معه، مع أنها أجهضت أيضاً، وفي الثلاثة شهور الأولى كما حدث سابقاً؛ لأنه اكتشف أن لديها تجلطاً في الدم يمنع وصوله للجنين فلا ينمو، واكتشف أن مناعتها قوية، فيعطي المخ إشارات للرحم لطرد ما به منذ الإحساس به، وكتب لها الكثير من الأسبوسيد حتى حملت، وأول أسبوع للحمل كتب لها حقن الهيبارين تقريباً أقوى من الأسبوسيد لمدة أسبوع، وحذرنا من أن تصاب خوفاً من النزيف، كل هذا وحبيبتي تحتمل الألم والخوف، ونحتسب ذلك عند الله تعالى، وأجهضت أيضاً.

ولا نعلم من أين نبدأ، وأين الخلل، وأصبحنا في متاهة لا نعلم لها مخرجاً إلا أن يتغمدنا الله برحمته، بالإضافة إلى نظرات الشفقة من المحيطين، وزوجتي تسوء نفسيتها من أقرب الأقربين، ومما ترى وتسمع، وهي مؤمنة بالله تؤدي فروضه وتلتزم بطاعته، وأنا أيضاً والحمد لله، ولا نعرف من أين نبدأ!
وقد نفد ما لدي، وما كنت أدخره للزمن، ويهون كل شيء، لقد قمت بالتحاليل للحيوانات المنوية لكي أتأكد من أني لست سبباً فيما يحدث، والنتائج جيدة والحمد لله، وزوجتي لا تحمل إلا بعد أن تأخذ شيئاً لإيقاف اللبن من صدرها، وهذا ما عودها طبيبها الأول، ونحن الآن بطريق مسدود، ولكننا لم نيأس قط من رحمة الله لأننا لم نكن يوماً من القوم الكافرين.

ولكني أتساءل من أين نبدأ؟؟ وهل كتب على حبنا الانهيار؟ وهل نستجيب لنصائح البعض بالبعد لأننا أقارب؟ ماذا أفعل بالله عليكم فأنا أبكي لله يومياً وأرجوه ألا يذرني فردا وهو خير الوارثين؟ وأعلم أنه ليس بكثير عليه سبحانه وتعالى وأتماسك أمام زوجتي وأشد من أزرها وأتعهد بألا أتركها يوما، وأخشى أن أفقدها يوماً بحالة إجهاض وأعيش بدونها، وكيف أعيش وهي هوائي الذي أتنفسه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رأفت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

في البداية: الحمد لله على كل حال، ولك الأجر والثواب من الله على صبرك وإخلاصك لزوجتك، وسيمن الله عليك بالذرية الصالحة بإذنه تعالى.

مما لا شك فيه أن الإجهاض المتكرر يؤرق الكثير من الناس، ولكن مع تقدم العلم والطب أصبح من اليسير التغلب على هذه المشكلة، وتبقى إرادة المولى عز وجل فوق كل شيء.

أما بالنسبة لحالة زوجتك، وما ذكره لك الطبيب بخصوص جهاز المناعة والتجلط، فالأمراض الخاصة بجهاز المناعة تشكل حوالي 40% من نسبة الإجهاض المتكرر، وكذلك الخلل في جهاز التجلط، ولكن بحمد الله يمكن علاج ذلك باستخدام الأسبرين والهبارين، ويستعمل من بداية الحمل حتى بداية الشهر التاسع، ويعطي نتائج جيدة تصل إلى 70% تقريباً، وهذا من فضل الله.

وللتأكد من أن هناك خللاً بجهاز المناعة، لابد من إجراء بعض الفحوصات الخاصة بذلك، مثل: Anticardiolipin antibodies وAntiphospholipid antibodies ويعاد هذا التحليل بعد ستة أسابيع.

والفحوصات الخاصة بتجلط الدم، مثل: Anti thrombin m وProtein c وProtein s وActivated protein c resistance ولذلك ينصح بالمتابعة مع الطبيبة المختصة، والصبر، والابتهال إلى الله.

أسأل الله أن يمن عليك بذريةٍ صالحة تقر بها عينك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا Sara salman

    انا كمان بمعاني من مشكلة الاجهاض. المتكرر 10 مرات والسبب هو تجلط الدم وكل أبر السيلان لا تنفع ولاجهاض بيحصل في وقت مبكر جدا في الاسبوع الثالث من الحمل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً