الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقات العاطفية قبل الزواج والمخالفات الشرعية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا هبة محمد عمري (25) عاماً، لقد تعرفت علي شاب وهو من أقاربي، وتمت علاقة بيننا خمس سنوات، إلى الآن لم يتقدم لي رسمياً، رغم ظروفه المادية الجيدة جداً، وقد علمت كل حياته، وعلم كل حياتي، ويحترمني، ولا يقول لي أي كلام جارح.

هو يهتم بي، ويفرح لفرحي ويحزن معي في أحزاني، ويقول: نحن أصدقاء، ولكن عندما تتم خطبتي يتوتر! وفي نفس الوقت يقول لا أوافق، وهكذا.

استمر إلى الآن خمس سنوات، وأخاف أن يفوتني قطار الزواج، ومشكلتي أني لا أفكر في غيره، وهو يقول لي لا أتزوج إلا بعد أن أتعرف على البنت أولاً، ثم أتزوجها، وهو غير مقيم في بلدي إنما في دولة أخري.

أرشدوني يا أحبائي في الله، هل أستمر على هذا الحال؟ ثم دلوني على طريقة أعرف بها، هل يريدني كزوجة أم لا؟ وهل علاقتنا حرام؟ رغم احترامنا في الكلام، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح جداً أيتها الأخت الكريمة أن هذا الرجل لا يرغب في أن تكوني زوجة له، وما أقامها من علاقة معك قد يكون لمجرد التسلية، والخاسر أنت، وهذا الوضع الذي أنت عليه الآن خطأ بلا شك، ولذا فنحن ننصحك نصحية من يريد لك الخير، بأن تبادري إلى قطع كل علاقة بهذا الشاب، وبهذا سترضين ربك وتحفظين نفسك.

لا شك أيتها الأخت الغالية أن هذه العلاقة متضمنة لعدد من المخالفات الشرعية، مثل نظر كل واحد منكما للآخر، وحديثك معه بكلام فيه خضوع ولين، وقد تحصل بينكما خلوة، وغير ذلك من المخالفات، وكلها عصيان لله تعالى ومجاوزة لأمره، وهذه المعاصي سبب للحرمان من الأرزاق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ).
نتمنى أيها الأخت أن تأخذي هذه النصحية بجد، فتتوجهين إلى ربك بالتوبة، وإصلاح العمل، وتسألين أن يرزقك الزوج الصالح، وتتعرفين على النساء الصالحات، وتكثرين من مجالستهن، وهن خير من يعينك في البحث عن الزوج المناسب.

وتيقني أن ما قدره الله تعالى خير من اختيارك لنفسك، فلا تعلقي نفسك بهذا الرجل دون سواه، فربما كان الخير في غيره، فحسني علاقتك بربك، وأكثري من استغفاره، وسيقدر لك ما هو خير لك.

يسر الله لك الأمر وقدر لك الخير.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً