الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي متدين لكنه يؤخر الصلوات عن وقتها، فكيف أنصحه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة من شاب متدين، وبار بوالديه مادياً ومعنويًا والحمد لله، ويحب فعل الخير، ودائماً في قلبه شكر لله العلي القدير على النعم التي أنعم الله علينا بها، إلا أنه يتهاون في موضوع الصلاة، فأي عمل يمكن أن يلهيه عن الصلاة ويقضيها في وقت لاحق، وأريد أن أؤكد على صلاة الفجر فهو مهمل جداً لها، ويصليها فقط حين يصبح شروق الشمس قريباً من وقت عمله.

أوقظه بعض الأحيان إلى الصلاة إلا أنه ينفر مني وينزعج، فإنه مقتنع أنه إذا استيقظ إلى الصلاة فلن يستطيع النوم إلى وقت عمله، وأنه سوف ينزعج جداً في عمله إذا كان مستيقظاً باكرًا، فيصليها صلاة فائتة.

أحاول معه بأن يكمل أعماله الحسنة باهتمام أكثر في موضوع الصلاة، إلا أنه ينزعج ولا يتقبل مني، وأدعو له بالهداية دائماً، فماذا أفعل؟ أرجو منكم الرشد والنصح.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نهنئ هذا الرجل بك، ونسأل الله أن يديم عليكم نعمته وفضله، وأن يقر عينك بإكمال هذا الجانب المهم جداً في تدين زوجك.

وأرجو أن يعلم هذا الشاب وكل الشباب أن المحافظة على الصلاة في أوقاتها من سنن الهدى، (وأن من سنن الهدى الصلاة في جماعة، حيث ينادى بها)، ثم قال ابن مسعود رضي الله عنه: (ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المنافق في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما يتخلف عن الصلاة في جماعة إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف ليصلي بعد ذلك قاعداً أو متكئاً أو كيفما يتيسر له)، فإذا كان المريض لا يجوز له التخلف، فكيف بالشاب صحيح البدن؟

وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الشيطان يعقد على قافية أحدكم ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، ثم يخبرنا عليه الصلاة والسلام كيف تفك تلك العقد: (فإذا ذكر الله انحلت عقدة، فإذا توضأ انحلت الثانية، فإذا صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان).

وأرجو أن يعلم الجميع أن النهوض للعمل وتأخير الصلاة يشبه الترك المتعمد للصلاة، وللشيخ ابن باز -رحمه الله- فتوى خطيرة وشهيرة في هذه المسألة، ولست أدري أي شيء نرجوه وأي بركة ننتظر من عمل نقدمه على الصلاة؟!

ولا شك أن الحكمة واللطف مطلوب في التعامل مع هذا الزوج، مع ضرورة أن تذكريه بما فيه من الحسنات والصفات الجميلة ثم بيني له أن تلك الكمالات تكتمل بالمواظبة على الصلاة، وتفتقد قيمتها بالتقصير في الصلاة (لأنها أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر العمل وإن فسدت فسد سائر العمل).

وقد أحسنت في أسلوب التعامل معه، ونتمنى أن تذكريه بموضوع الصلاة في غير وقت النوم؛ لأن الشيطان حاضر، وشجعي المصلين من محارمك على الاقتراب منه، فإن في ذلك عوناً له على الانتظام في الصلاة، واجلبي إلى منزلك الأشرطة والسيديهات والكتيبات التي تتكلم عن المحافظة على الصلاة، وأكثري من الدعاء له، ونحن بدورنا نسأل الله له الهداية.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونحن سعداء بهذا الحرص الذي دفعك لكتابة هذه الاستشارة، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً