الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاد مرض الفصام بعد أن شفيت منه وتوقفت عن العلاج

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مرض انفصام الشخصية منذ ثلاث سنوات، تعالجت منه ثم رجع لي المرض بعد أن شفيت وتركت العلاج، وكان علاجي هو إبرة الموديكيت مرة واحدة شهرياً، واولانزبين10، ولارجكتيل 100، وانفراميل 10، وأنا الآن قد قللت من كمية الدواء الذي أستعمله بسبب التأثيرات الجانبية، علماً أني لم أقدر على مراجعة الطبيب بسبب بعد الطبيب عن مدينتي والوضع الأمني، فأصبحت آخذ اولانزابين5 ولارجكتيل25 اي ربع حبة والإبرة شهرياً، ولم آخذ الأنفراميل، فهل هذا الشيء الذي قمت به صحيح؟ وإلى متى أستمر على العلاج؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأؤكد لك أيتها الفاضلة الكريمة أن مرض الفصام الآن يمكن علاجه بدرجةٍ كبيرة، وأنت جزاك الله خيراً حريصة على علاجك وهذا شيءٌ إيجابي جداً، وهذه الانتكاسة التي حدثت لك أرجو أن لا تؤثر عليك سلباً، وقد أعجني كثيراً أن لديك الرغبة في تناول الأدوية، وبدأت بالفعل في تناول الدواء.

أيتها الفاضلة الكريمة: الأدوية التي تتناولينها وهي (الموديكيت – ولارجكتيل – أنفراميل) هي كلها أدوية مضادة لمرض الفصام، وبعض الأطباء يحبون وصف أكثر من دواء، لكن المدارس الطبية الحديثة تقول أنه من الأفضل أن يتناول الإنسان دواءً واحداً وهذا يكفي تماماً، فمثلاً في حالتك أنا أعتقد أن تناول الاولانزابين بجرعة (15) مليجراما في اليوم سوف تكون كافية جداً، وتكفيك من جميع الأدوية الأخرى، وليس هنالك حاجة للإبرة الشهرية، وليس هنالك حاجة للارجكتيل، وليس هنالك حاجة للأنفرانيل، وإذا استطعت أن تتناولي الأولانزابين بجرعة (5) مليجرام صباحاً و(10) مليجرام ليلاً فهذا سوف يكون كافياً تماماً؛ لأن هذا الدواء من الأدوية الممتازة والحديثة وقليلة الأثر الجانبي، فقط يُعاب عليه أنه ربما يكون مكلفاً نسبياً، ولكن في هذا السياق الآن توجد منتجات تجارية ممتازة جداً وتكلفتها قليلة جداً، لكن الدواء الأصلي يُعرف عنه أنه مكلف، فإذا توفر لك الدواء، وكانت التكلفة في حدود إمكانياتك فأنا أنصحك بتناول الأولانزابين، فابدائي بـ(5) مليجرام ليلاً وأنت الآن تتناوليها، وبعد أسبوع ارفعي الجرعة إلى (10) مليجرام، وبعد أسبوع آخر اجعليها (15) مليجرام بمعدل (5) مليجرام و (10) مليجرام ليلاً. هذا أيتها الفاضلة الكريمة يكفي تماماً، وإن شاء الله تعالى سوف يجعلك تعيشين حياة نفسية مستقرة تماماً، ولن تنتابك أعراض الفصام، والأولانزابين دواء سليم، فقط يُعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن في بعض الأحيان، وهذه يمكن التحكم فيها من خلال تنظيم الطعام، وكذلك ممارسة التمارين الرياضة.

بالنسبة للموديكيت، هو من الأدوية القديمة، ولكنه من الأدوية الفاعلة، ورخيص الثمن جداً، فإن كان هو اختيارك فلا مانع في ذلك، تناولي (25) مليجرام بالعضل كل أربعة أسابيع، ويمكن أن تدعميها بالارجكتين بجرعة (50) مليجرام ليلاً، ولكن لا بد أن تتناولي عقاراً مثل آرتن أو أكزول؛ لأن هذه الأدوية تمنع الآثار الجانبية التي قد تحدث من إبرة المودكيت، وهذه الآثار الجانبية تتمثل في الانشداد العضلي، وربما رجفة بسيطة، والارجكتين يمكن أن يؤدي إلى هذه الأعراض ولكن بجرعة كبيرة، وأما الأنفرانيل فلا داعي لتناوله، وأنا لا أعتقد أنه علاج أساسي.

أيتها الفاضلة الكريمة: أرجوك أن تواصلي علاجك، والخطوات التي تم اتخاذها هي خطوات صحيحة، وأنا أميل كثيراً على تناول دواء واحد، وقد شرحت لك حول الأولانزابين ولكن الأمر يعتمد على ظروفك والأدوية الأخرى لا بأس بها.

أسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يعافيك، وأنصحك أيتها الفاضلة الكريمة بجانب تناول الدواء أن تكوني فعالة في خدمة المنزل والتواصل مع الأرحام، وأن تكوني حريصة على صلواتك وقراءاتك، وشاهدي القنوات الفضائية ذات الفائدة، فهذا إن شاء الله تعالى يكون في نطاق ما نسيمه بالتأهيل النفسي الاجتماعي، وهذا مهم جداً في حالة مرض الفصام.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً