الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الأدوية النافعة المناسبة للتخلص من الخجل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزيتم خيرا على ما تقدمونه لإخوانكم المسلمين المبتلين من نصائح وتوجيهات، وأسأل الله العلي القدير أن يجعله في موازين حسناتكم.

دكتور محمد سبق وأن طرحت مشكلتي مع الخجل أكثر من مرة استشارة 2106642 ولكن أتمنى رحابة صدرك.

معي في هذه الاستشارة يا دكتور أنا ترتيبي الثالث من إخوتي لأمي، ولدي إخوة آخرون من زوجة أبي، وإخوتي الأشقاء جميعهم يعانون من الخجل بدرجات متفاوتة.

أخي الأكبر تعالج -ولله الحمد- وأصبح شبه طبيعي، سألته عن أفضل دواء استفاد منه؟ فأخبرني أنه جرب (افكسور، فافارين، ساليباكس، بروزاك، زولفت، سبرالكس)، وقال لي إنه تحسن كثيراً بعد السبرالكس.

أنا لم أجرب (سبرالكس) بعد، فهل علاقة الجينات التي تحدد الاستفادة من الدواء لدي قريبة من أخي؟

استخدمت سيروكسات، واستفدت منه في علاج الخوف والرهاب بنسبه كبيرة ولكني لم ألتزم بالجرعات المناسبة، فتارة أتركه يومين وتارة ثلاثاً، نصحتني بالتحويل إلى (لوسترال)، فلا زلت كما أنا بعد أكثر من مائة يوم.

من أول جرعة بقيت كما أنا سليما -ولله الحمد- من الخوف والارتباك، ولكن الخجل يلازمني في حديثي، لا أستطيع إخفاءه، ومن تحدث إلي عن موضوع مضحك جاملته حتى لا أحرجه، حتى يكاد ينسلخ لحم وجنتي، فهل من نصيحة توجهها إلي برفع الجرعة إلى مائة وخمسين مليجراما أم استبداله؟
لأنني -ولله الحمد- أصبحت من حفظة القرآن، وإماما وخطيبا في كثير من الأحيان، بفضل من الله ثم بفضل شيخي ومعلمي الذي شجعني على ذلك.

لكن مجرد حديثي إلى قريب لي أو صديق يشعرني ببعض الخجل، ويتميز بعض أقربائي بخفة الدم والظرافة التي تضحك من في المجلس بالفطرة، إلا أنا بالمجاملة.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونشكر على كلمات الطيبة وأسال الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: هذا التحسن الكبير الذي طرأ على حالتك هو نعمة كبيرة من عند الله تعالى ما بقي من خجل أعتقد أنها مشاعر أكثر مما هي حقيقة، ويجب أن تفهمها كذلك، وعليك بأن تعتمد على الأفعال أكثر من المشاعر، أنت -الحمد لله- من حفظة القرآن وإمام وخطيب.

أنت تؤدي أفعالا لا يستطيع إنسان يعاني من الخجل أن يؤديها حقيقة، يجب أن تستدرك ذلك، ويجب أن تناقش الفكر السلبي حول الخجل، وأنت لست بالخجول، وأنت إنسان فعال، وتخطب وتشارك، إذن فأفضل هذه المشاعر والأحوال أن تتجاهلها ما دام الطبيب العلمي -بفضل الله من تعالى- متواصلا ومتفاعلا اجتماعياً، ولك بفضل الله تعالى القبول من الناس هذا هو المهم.

بعد انخراطك في هذه الأنشطة التي تعتمد على المواجهة، وأنت الحمد لله تعالى مؤهل لذلك، سوف تجد مشاعرك بدأت أيضا تتبدل وتتغير، إذن الفصل بين المشاعر وبين الأفعال، يجب أن تكون هي المسيطرة، والأفعال سوف تغير المشاعر، وسوف تحس عندما تعتقد أنه خجل قد انتهى منك تماماً.

أيها الفاضل الكريم: بالنسبة للعلاج الدوائي أرى أن اللسترال للجرعة التي تتناولها الآن وهي (150) مليجراما سيكون جرعة جيدة وممتازة وفعالة، وأعتقد أن استمرارك عليها سيكون جيداً، ولا داعي أن ننتقل إلى دواء آخر بالرغم من أنك ذكرت أن أحد إخوتك قد تحسن كثيراً، على السبرالكس..

نحن بالطبع نعطي اعتبارا كبيرا للتواؤم الجيني؛ لأن الاستجابات الدوائية تعتمد على التركيبة الجينية للإنسان، ومتى ما استجاب أحد أفراد العائلة لدواء معين، هذا ربما يكون مؤشرا جيدا أن أفراد العائلة الآخرين سوف يستجيبون لنفس الدواء، هذه مؤشرات، ولا نقول إنها أمور قطيعة حتمية، والإنسان يمكن أن يستجيب لأكثر من دواء، وأنت الآن على هذه الجرعة وضعك جيد، ولاشك أن عقار سيرتللين هو من الأدوية الممتازة جداً في علاج المخاوف والخجل الاجتماعي.

أسأل الله تعالى لك العافية، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً