الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقة هاتفية بمن أحببته وغير مجرى حياتي.. ما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصتي طويلة:

أنا فتاة درست في الجامعة, وفي بداية حياتي الجامعية بقيت على حالي دون أن يؤثر بي شيئا, ولكن تعرفت على مجموعة من الفتيات اللواتي كن يعشن دون أن يخشين من شيء.

وأصبحت علاقتي بهنّ قوية جداً، ومع مرور الأيام أصبحت مثلهن تقريبا بكل شيء، فابتعدت عن اللباس المحتشم، وأصبحت ممن يهتم بالموضة، وأهملت دراستي لدرجة كبيرة، بل لم أهمل دراستي فقط، أهملت حياتي كلها، وأصبحنا نتعارف على أصدقاء شباب في الجامعة، علاقة زملاء وصداقة، وثم تعرفت على شاب عن طريق صديقتي وأصبح يكلمني بدايةً فقط حين نكون معا.. ومن ثم أصبحنا نتكلم على النت، كان يخبرني بأنه شعر أني أختلف عنهن، وأنه يحب تصرفاتي وطيبتي لذلك تقرب مني.

وبعد ذلك اتفقنا كثيرا مع بعض، وأحببته من كل قلبي واتفقنا على الارتباط، عرفني على عائلته (أمه وأخواته ).

وجعلني أغير كل حياتي إلى الأحسن، وجعلني أبتعد عن كل أصدقائي حتى الفتاة التي عرفتني عليه ابتعدت عنها، ولكن دون أن يجبرني على ذلك، بل جعلني أدرك مدى الخطأ الذي ارتكبته عندما تبعت طريقتهن فابتعدت عنهن وحسنت الكثير من حياتي بفضل الله ثم بفضله.

فبعد أن لبست القصير والضيق أصبحت الآن أرتدي ـ المانطو ـ لأنه أقنعني بأنه الصواب.

وبعد أن بالغت بوضعي المكياج والتزين جعلني أكره هذه الأشياء، وأصبحت قريبة جداً من الله، ودوما أدعو الله أن يوفقني معه.

وأحمد الله أني عرفته، أصبحت أشعر بالكثير من الراحة بعد أن كنت مثل الضائعة لا أعرف ماذا أريد.

أصبحت أحب دراستي وأكره أن أكون مهملة كالسابق، صرت أتمنى أن أكون مثله في ديني وإيماني ومثابرتي على دراستي، وكرهت تلك الصداقات التي شغلتني عن ديني ودنياي، وأصبحت أخته صديقة لي، وهي متدينة وبسيطة ومتفوقة بدراستها.

ولكنه الآن لا يستطيع خطبتي بسبب ظروفه المالية، وأنا وعدته أن أنتظره، وأن أقف بجانبه وأن ننجح معاً.

أريد أن أعرف ما رأيكم بهذه العلاقة، هي ليست شرعية ولكنها ساعدتني كي أرى الحياة الصحيحة، ولا أستطيع الابتعاد عنه والانتظار دون أن أكلمه حتى يخطبني!

فوالله أحبه من كل قلبي، وأحب الحياة التي أحياها الآن، وأكره أن أذكر حياتي القديمة، وأندم على كل لحظة عشتها قبله، وأشعر الآن بأن الله معي وراضٍ عني.

مع العلم بأني في بداية علاقتي معه منذ حوالي سنة ونصف دعوت الله بأن يبعده عني إن كان شراً لي .. وأن يقربه مني إن كان خيراً لي، وأديت صلاة الاستخارة أيضا كي أعرف ماذا أفعل! فرأيت في نومي أني خطيبته وكنت سعيدة جدا، وأحسست براحة كبيرة له عندما استيقظت، وماذا يجب أن يفعل هذا الشاب الذي يحول المال بينه وبين أن تكون علاقته شرعية بي, فأهلي لن يرضوا به الآن أبداً قبل أن يجمع المال الذي يكفي للمهر وتكاليف العرس و و و ..

أريد نصيحتك لي ورأيك بهذه العلاقة .. مع مراعاة أن حبي له حقيقي وصادق وأنا مخلصة جدا له وأثق به جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بك أختنا الفاضلة، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يرعاك، وأن يحفظ عليك دينك، وأن يثبتك على الحق.

بداية الحمد الله الذي أعانك على العودة الحميدة إلى حجابك وإلى الدراسة، وإلى ما كنت عليه من أخلاق وفضائل، ولقد اختصرت الطريق حين وصفت تلك العلاقة بقولك: "هي ليست شرعية " وهذا لا يعني أن الشاب سيء، بل على العكس ربما يكون صاحب دين وخلق، وربما يكون أيضا مناسبا، لكنك يا أختنا تريدين حياة هادئة صالحة مبنية على شرع الله محاطة بعنايته، ولذلك أنصحك بعدة أمور:

أولا: كوني على يقين بأن الغيب بيد الله، وأن ما كتبه الله سيكون لا محالة، وأن البشر لن يغيروا من قضاء الله وقدره شيئا، فإن كان في علم الله أن هذا الأخ سيكون زوجا لك فسيكون.

ثانيا: تأكدي من أمر هام -أختنا الكريمة- وهو: أن مرضاة الله لا تشترى بمعصية الله أبداً.

ثالثا: اجعلي البداية أولا في بيتك بأن تفاتحي والدتك في هذا الأمر، وأن يكون هناك حل وسط، كأن يتم في البداية العقد على أن يحدد الوقت المناسب للعرس فيما بعد أو يتشارك الأهل في مساعدتكما ماديا، أو يكون العرس مؤقتا في بيت والده أو والدك عند التوافق أو أي أمر وسط يحل المشكلة المادية.

رابعا: إن تعذر الحل الوسط وكان ولابد من الانتظار بلا عقد فأرى يا أختنا أن تتقيدا بالشرع، فإن ذلك فيه خير لك وله، وعليه أن يعينك على ذلك إلى أن يتم العقد إن شاء الله.

خامسا: أتمنى عليك أن تستشيري والدتك وأن تشركيها معك في الأمر، فلا شك أنها ستكون بجوارك.

سادسا: كذلك اسأليه إن تعذر الحل الوسط عن حكم الشرع في تلك العلاقة واجعليه يجيب أو يسأل، ففي هذا مرضاة الله تبارك وتعالى وكذلك سيزيد من أسهمك عنده، ما دام حريصا على التدين.

وأخيراً: أسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يرزقك زوجا صالحا يحفظ عليك دينك ودنياك.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً