الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع تصرفات أخوات زوجي السيئة؟

السؤال

أنا متزوجة منذ (3) سنوات، وحياتي - ولله الحمد - ممتازة، لكن مشكلتي تكمن في أهل زوجي، وبالتحديد أخواته، يتكلمون فيّ وأنا جالسة، لكن من دون ذكر اسمي، يذكرون عيوب أخيهم أمامي باستهتار وسخرية، وتصل للسب بعض الأحيان، لكن لا أستطيع أن أرد عليهم، لأن حجتهم أنه أخونا قبل أن يكون زوجك.

للأسف في يوم من الأيام زرت إحداهن وجلسنا على النت، ووجدتها كاتبة في أحد المنتديات أنني ثقيلة طينة، وأن زيارتي لهم بالقطارة، وجلستي مملة، ولا آتيهم إلا للأكل والشرب, لا أعرف كيف أتعامل معهم! فأنا والله تعبت من طريقة أسلوبهم معي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلاً بك في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، داعين الله الكريم أن يوفقك لكل خير.

وبخصوص ما ذكرت، فلا شك أختنا أن الناس تختلف في دينها وثقافتها، فليس الناس سواء، وما فعلته أخت زوجك - هداها الله – خطأ، وأنا أنصحك بعدة أمور في التعامل مع مثل هذه الأمور:

أولاً: الإحسان إلى من أساء ، يقول الله عز وجل: { ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } والآية تشير إلى أن الإحسان بالمسيء قد يجعله صديقاً صالحاً، وقديماً قال الشاعر:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبـهمُ *** فطالما استعبد الإنسان إحســــانُ
وكن على الدهر معواناً لذي أملٍ **** يرجو نداك فإن الحر مـــعوانُ
واشدد يديك بحبل الدين معتصماً * *** فإنه الركن إن خانتك أركـــانُ

ثانياً : لا تخبري زوجك ولا غيره بما حدث من أخواته، فإن هذا قد يفسد ما بين الإخوة، وقد ينعكس سلباً على حياتك المستقرة.

ثالثاً : اعلمي أن الله لا يضيع عنده عمل عامل، وهذا ما يصبرك ويدفعك إلى الخير، فما تكلم فيك متكلم بسوء إلا ويجعل الله في صحيفة حسناتك من الأجر ما الله به عليم، والناس لا تصدق من يكثر الكلام بقدر ما تصدق من يحسن الأعمال، وإن أخلاقك الحسنة كفيلة بأن تدفع عنك التهم من غير حديث.

رابعاً : لا بأس أختنا الكريمة أن تجلبي لهم كتاباً عن تحريم الغيبة، أو شريطاً، أو (سي دي) ولكن بطريقة غير مباشرة ، فإن الإنسان يردعه الدين، ولعل هذا يكون خيراً لهم حتى لا يقعوا في شراك الغيبة التي لا تجوز .

خامساً وأخيراً : أرجو منك أن تكثري من الدعاء لهم بالهداية ، عسى الله أن يستجيب ، إنه جواد كريم .

ونسأل الله أن يوفقك لكل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً