الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أخاف من الأطباء بعد موت أبي بحادث.

السؤال

السلام عليكم..


أنا فتاة لم أتزوج, حصل لأبي حادث, وبعدها توفي منذ أربع سنوات, ومن بعدها أصبحت أخاف من الطبيب, ولا أصل عنده, وتزيد دقات القلب إذا وقفت عنده, أريد حلا, جزاكم الله خير مع العلم أني أقرا الأدعية والرقية الشرعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ن0ك0 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله تعالى لوالدك الرحمة والمغفرة.

الخوف من المستشفيات والعاملين في المستشفيات ظاهرة نشاهدها عند كثير من الناس، وبعض الناس قد لا يظهر هذا الخوف حين يقابل الطبيب، لكنه بعد أن يتم فحصه تجد أن لديه تسارعا في ضربات القلب، وتجد أن لديه ارتفاعا في ضغط الدم، وهذا يسمى بضغط الدم العصبي، وهذه العلة تسمى بعلة المعطف الأبيض، والتسمية مستقاة من أن الأطباء يلبسون هذه المعاطف البيضاء وكذلك بقية العاملين في المستشفيات.

هذه الظاهرة يجب أن لا تكون سببًا في أن تمنع الإنسان من مقابلة الطبيب، وفي حالتك كل الذي تحتاجينه هو أن تغيري المفاهيم: إن الطبيب بشر، والطبيب مؤتمن، والطبيب حباه الله بالعلم لينفع الناس، والطبيب الثقة يجب أن نطمئن له، وفي نهاية الأمر يجب أن نتذكر أن الطبيب بشر، أن الطبيب يمرض، أن الطبيب يموت، وهكذا.

سوقي هذه المفاهيم لذاتك، وأنصحك حقيقة بزيارة المستشفيات بكثرة، ليس لغرض مقابلة الطبيب، ولكن حتى يحدث لك نوع مما نسميه بالتعرض أو التعريض، لأن الإنسان حين يواجه مصدر خوفه، يقلل كثيرًا من هذا الخوف، والتعرض لابد أن يكون باستمرار، بمعنى أن تذهبي للمستشفى مرتين أو ثلاثة في الأسبوع على الأقل إما لزيارة المرضى, أو لمجرد التجول داخل المستشفى بهدف العلاج هذا.

نصيحتي الأخرى لك هي أنه إذا كان لديك أحد أقربائك أو قريباتك من الأطباء فتحدثي معهم، اسأليهم عن الأمور الطبية، وسوف تحسين بشيء من الألفة الكبيرة جدًّا، هذا أيضًا نوع من التعريض الذي يساعد الإنسان في مثل هذه الأحوال.

أنصحك أيتها -الفاضلة الكريمة- بأن تتدربي أيضًا على تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين يمكنك أن تطبقيها وتدربي عليها من خلال تصفح أحد المواقع على الإنترنت، هنالك طريقة تسمى بطريقة جاكبسون، هي من الطرق الجيدة جدًّا.

إذن الأمر بسيط، لكن حتى نتأكد تمامًا أن هذه الأعراض لن تنتابك فسوف أصف لك دواء يعرف تجاريًا باسم (لسترال) واسمه العلمي هو (سيرترالين), ودواء آخر يعرف تجاريًا باسم (إندرال), هذه الأدوية مضادة للمخاوف، وأنت في حاجة لها لفترة قصيرة لا تتعدى ثلاثة أشهر.

ابدئي في تناول اللسترال بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا؛ لأن الحبة تحتوي على خمسين مليجرامًا) تناولي هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، يكون تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد انقضاء العشرة أيام اجعليها حبة كاملة لمدة شهرين، ثم خفضي الجرعة إلى نصف حبة لمدة ثلاثة أسابيع، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الدواء الآخر يعرف باسم (إندرال), وهو متميز جدًّا في علاج الأعراض الفسيولوجية الحيوية الجسدية المصاحبة للمخاوف، فهو يساعد في إيقاف الشعور بضربات القلب, وأي رعشة, أو تعرق, أو شيء من هذا القبيل، وكذلك يقلل جدًّا من الشد العضلي الذي كثيرًا ما يكون مصاحبًا للمخاوف.

جرعة الإندرال المطلوبة هي عشرة مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أسابيع، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتوقفي عن تناول الإندرال.

أسأل الله الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وبالنسبة لسؤالك عن علاج الخوف من المرض فقد تمت الإجابة عنه لاستشارة سابقة؛ لذلك نحيلك على: (263760)حيث إن في هذه الاستشارة الدواء الشافي، بإذن الله تعالى.

والله الموفق

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً