الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي لا يحبني فهل الطلاق هو الحل؟

السؤال

السلام عليكم,,,

متزوجة منذ أربعة أشهر من زوج يكبرني بـ23 سنة, مطلق, وللأسف عقيم, وسبب ترحيبي بالفكرة هو التكفل بيتيم عله يدخلنا الجنة إن شاء الله.

المشكلة أنني لا أحس بأنه يحبني إذ يتجاهلني أحيانا, ولا ينفك يذكرني بأنني حرة طليقة إذا لم أحس بالسعادة معه, وبأنه قادر على تجاوز الأمر إن افترقنا, ينتقدني غالبا, ويري بأن في عيوبا كثيرة بحاجة إلى إصلاح سواء في الشكل أو في الشخصية, يتكلم أحيانا عن طليقته ويذكرها باسمها, ينادي زميلاته في العمل أحيانا بأسماء الدلال, ولا ينفك يقول بأنه كان قادرا على تزوج فتاة صغيرة إن أراد إلا أنه اختارني أنا من بينهن, وكأنه بالنسبة لي عريس (لقطة) كما يقولون, أضف إلى ذلك أنه لا يبدي أي إحساس غيرة تجاهي, فهو يسمح لي بالخروج لوحدي, والتأخر أحيانا, ولا يبدي أي ردة فعل إذا ما عاكسني أحد أو إن أخبرته بهذا, والأكثر من ذلك أنه يشجعني على اللبس غير المحتشم بدعوى أنني لا زلت صغيرة, ويجب أن أعيش سني, مع أنه يصلي, ويساعد الآخرين لأنه طبيب نساء.

أحس بأنني شيء ثانوي في حياته, وبأنه قادر على الاستغناء عني في أي لحظة إن طلبت.

أحس بأنه تزوجني بدافع الشفقة إذ كنت منبوذة في وسطي الاجتماعي بحكم أني حاولت الانتحار وقد أخبرته بهذا, تركت الدراسة من أجله على أمل أن أكملها لاحقا لأننا لسنا من نفس البلد, بالإضافة إلى أنني بسبب تعسر ظروفه المادية الحالية لا أطلب منه أي شيء على الإطلاق إلا أنه لا يقدر أيا من هذا.

لا أدري ما العمل! هل أصبر إلى أن يأتي فرج الله مع أن هذا صعب جدا بحكم أني إنسانة حساسة جدا، أم أطلب الطلاق لأنني فعلا غير سعيدة في هذا الزواج مع العلم أن عائلتي لن تتقبل الفكرة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أهلا بك أيتها الفاضلة في موقعك إسلام ويب, ونسأل الله أن يوفقك لكل خير, وأن يصرف عنك كل سوء.

الأخت الفاضلة: الزواج في الفترة الأولى دائما ما يتخلله بعض المشاكل سيما مع وجود مثل هذا الفارق النسبي في السن، وقد أحسن الله إليك وجزاك خيرا على تفهمك لوضعه وعدم تكليفه ما لا يطيق، وإن هذا أمر مأجورة عليه إن شاء الله.

وأما الحديث عن الطلاق فلا أتصور أن الحل فيه سيما في مثل حالتك لسببين:

- أن الزوج له أخطاء -كما ذكرت- ولكن يمكن تجاوزها بطرق سأذكرها لاحقا.

- وضعك الاجتماعي لا يتجاوب مع الطلاق، وأحسب أنه سينقلك من معاناة تتحكمين فيها بعض الشيء بحكم أنك زوجة إلى معاناة قد لا تتحكمين فيها بحكم أنك مطلقة.

ولذلك أرجو منك بداية أن تزيلي قضية التفكير في الطلاق نهائيا من رأسك, وأن تفكري معي كيف تكسبين زوجك.

إن التفكير الإيجابي هو ما يصلح في هذه الحالة، فإصلاح بيتك أولى من هدمه، وهذه بعض الإرشادات.

أولا: السلبيات التي يأخذها عليك زوجك ضعيها موضع الاهتمام الفائق, واجتهدي في إزالتها أو على الأقل التخلص من معظمها.

ثانيا : الرجل أسير من يمدحه، وهو لكبر سنه نسبيا عنك, وكونه عقيما كما ذكرت ربما يشعره بشيء من الانتقاص، مما يجعله يلجأ إلى إثبات ذاته من خلال تلك العوامل, والتأكيد على أنه كان يقدر أن يتزوج أخرى وأصغر منك، فإذا اجتهدت في أن تزيلي ذلك التفكير منه بكثرة مدحه والثناء عليه، والحديث إليه بأنك سعيدة في الزواج معه، ومهما بحثت لن تجدي أفضل منه، ربما هذا يذيب منه ذلك الإحساس, وستشعرين بتغير بعدها ولكن ليس على الفور فانتبهي.

ثالثا: الاجتهاد في إسعاده من دون انتظار مقابل، هذا سيذهب عنك كثيرا من الضغط النفسي، فأنت تبريه لأن الله يعطيك الأجر على ذلك شكر أم لم يشكر، وتهتمين به وتطيعنه لأنك تريدين مرضاة الله والجنة وهو أحد أبواب الجنة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

بمثل هذا الأسلوب, وهذا المنهج تكسبين زوجك إن شاء الله, وتسعدين معه, سيما إذا حرصت على كثرة الدعاء له فإن الدعاء سهم لا يخطئ.

نسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك من كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً